تكبير الخط ؟
كشفت صحيفة “البايس” الاسبانية أن تركيا أصبحت جزءًا من طريق جديد لتهريب المخدرات من أمريكا اللاتينية إلى الشرق الأوسط.
وذكرت الصحيفة أن الكميات الضخمة من الكوكايين التي ضُبطت في الأسابيع الأخيرة في تركيا، على الرغم من انخفاض استهلاك الكوكايين في البلاد، دليل على المسار الجديد، مذكرة بأن السلطات التركية ضبطت 1300 كيلوغرام من الكوكايين في حاويات موز أرسلتها الإكوادور في ميناء مرسين في 16 يونيو (حزيران)، وشحنة أخرى من الكوكايين، تزن هذه المرة 463 كيلوغراماً، في نفس الميناء بعد سبعة أيام فقط.
وضُبطت خمسة أطنان من الكوكايين العام الماضي في ميناء بوينافينتورا الكولومبي، وأكثر من 1000 كيلوغرام في ميناء كريستوبال في بنما، بما في ذلك 500 غرام على متن سفينة دخلت قناة بنما قبل عام، وكانت جميعها متجهة إلى تركيا.
وكانت طواقم بعض السفن التي أوقفتها السلطات الإسبانية في المياه الأطلسية للاشتباه في تهريب الكوكايين في السنوات الأخيرة، من الأتراك.
وقالت الصحيفة: “في حين أن هذا قد يبدو مروّعاً بالنسبة لدولة غير مرتبطة تقليدياً بهذا النوع من المخدرات، فقد ورد اسم تركيا مؤخراً في طرق تهريب الكوكايين”.
ويُعتقد أن مجموعات المافيا التركية أقامت تحالفات مع “سيتو مينانكو” من غاليسيا أو كارتل “سينالوا” المكسيكي للحصول على الدور الأبرز في توزيع الكوكايين في أوروبا والشرق الأوسط.
عبر قناة السويس
وتعبر السفن، التي تستخدم الطريق الجديد، حول رأس أفريقيا وتبحر إلى البحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس قبل أن تصل إلى تركيا.
وإلى الكميات الهائلة من الكوكايين التي تمّ ضبطها في الموانئ، أشار لوران لانييل من مركز المراقبة الأوروبي للمخدرات والإدمان (EMCDDA) إلى أنه تمّ ضبط كميات صغيرة أيضاً في أكثر من 3000 عملية قمع في السنوات الأخيرة، مضيفاً أن “هذا يعني أن تركيا أصبحت دولة يتم فيها استهلاك المخدرات بكميات كبيرة، وهو ما لم يكن عليه الحال قبل 10 سنوات”.
وذكّرت الصحيفة أن كورسات أيفات أوغلو، الموظف في مقر “حزب العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا، احتُجز لفترة وجيزة في الأشهر الأخيرة بعد ظهور مقطع فيديو وهو يشمّ الكوكايين في سيارة فاخرة.
تورط “العدالة والتنمية”
وجاء تقرير الصحيفة الإسبانية بعدما كشف رجل المافيا التركية سيدات بيكر عن تورّط “حزب العدالة والتنمية” في تهريب الكوكايين حول العالم.
وقال بيكر إن إركان يلدريم، نجل نائب الرئيس السابق بن علي يلدريم، الذي يشغل حالياً منصب نائب رئيس “حزب العدالة والتنمية”، كان جزءًا من عصابة تهريب مخدرات كبيرة تشمل فنزويلا وتركيا.
ووفقاً لبيكر، سافر إركان يلدريم إلى العاصمة الفنزويلية كاراكاس في يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) لإنشاء طريق جديد لتهريب المخدرات بعد مداهمة في كولومبيا العام الماضي، عندما صادرت السلطات الكولومبية 4.9 أطنان من الكوكايين في طريقها إلى تركيا. وقال بيكر إن الإجراءات التي نفّذتها السلطات الكولومبية أجبرت شبكة المخدرات التركية على إيجاد طريق جديد عبر فنزويلا.
وكشف بيكر، الذي كان في يوم من الأيام من أشدّ المؤيدين للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، معلومات مروّعة عن العلاقات بين الدولة والمافيا، وتهريب المخدرات، وجرائم القتل التي تُورّط مسؤولي الدولة. طريق جديد لتهريب المخدرات من أمريكا اللاتينية إلى الشرق الأوسط.
