كوفيد ١٩ يعيد للبيوت توازنها وللأسر الارتباط والتآلف

أثرت هذة الأزمة العالمية على دول العالم أجمع، وكان لها الأثر البالغ على مفاهمينا وعلى أساليب الحياة تدريجياً.
فهذا الوباء المفاجئ لا يضع تحديات هائلة أمام الصحة العامة العالمية فقط؛ بل يلقي بضلالة على التوقعات الاقتصادية، وعلى الحياة اليومية العادية التي يعيشها الإنسان في جميع أنحاء العالم، حيث أغلقت مدن وَدول باكملها واضطر الكثير للعُزلة الذاتية، فلا يمكن للبلدان أن تتطور خلف أبواب مغلقة، وفي ظل كل هذة الظروف المفاجئة شرعت المملكة فعلياً في أتخاذ العديد من الخطوات الاحترازية باحترافية عالية للحد من تفشي الفيروس، وساهمت في تعزيز الشفافية وتطوير السياسات وسد الثغرات، وسخرت كل الإمكانات المادية والبشرية لتوفير الرعاية الصحية وتلبية الآحتياجات المختلفة وفق أفضل المعايير لضمان سلامة وراحة المواطنين، لأن المواطن على رأس قائمة أولويات الدولة.
تلك الجهود ما هي إلى جزء من الجهود الإنسانية التي تقدمها حكومة المملكة.
كما نرى أن التعليم شهد نقلة نوعية، فسرع الوباء عملية تطبيق التعليم عن بعد، حيث تغلب التدريس عبر الإنترنت على الحواجز المكانية، لكن وسط هذة التغيرات المقلقة، أكدت هذة الأزمة أن الأزمات والعواقب تجعلنا نفكر بعمق اتجاه العالم الخارجي، فقد أدى الحضر المنزلي وتراجع النشاط الاقتصادي إلى تراجع قياسي لمستويات التلوث في العالم، وجعل الأرض تتنفس مؤقتا، ولا يمثل على الإطلاق إلى نهاية الترابط إلى انه أصبح في حد ذاته دليلا على الترابط البشري، فبين العمل المحموم والحياة المنزلية جعلت العديد من المجتمعات أكثر قرباً لبعضها البعض، حيث أصبحنا نتشارك العديد من تفاصيل الهوايات منها القراءة والحياكة والخبز، والرسم وأصبحنا نتشارك نفس الألعاب القديمة الترفهية، مما أداى إلى زيادة ترابط الأسر، وتبادل التوصيات للاستفادة من أوقاتنا الطويلة، وابتكرت الكثير من العائلات أساليب غير معتادة لتمضية شهر رمضان الذي آتى هذا العام في ظروف استثنائية.
أراء أحد المواطنين حول الفوائد التي أحدثها كوفيد ١٩
“جعلنا نعيد ترتيب حياتنا عرفنا قيمة حياتنا الطبيعية، أدركنا قيمة أنفسنا عند قيادتنا حفظ الله”
“الاسرة خذت وقتا إجباريا للجلوس والتسامر والتقارب وبث روح الألفة العميقة”
“فقط أعطتنا أجمل فرصة لإعادة تقسيم سلوكياتنا الاستهلاكية ،وجعلتنا قادرين على توفير أمولنا وجهودنا ووقتنا في ماينفع بعيداً عن المظاهر الكاذبة”، “لقد اعادة للبشرية مشاعر التكافل الاجتماعي وتصاعدت روح الشعور بالمسؤلية للمساعدة ودعم الحملات المادية والمعنوية للدولة”.
أخيراً لا مهرب من التغيرات والحوادث غير المتوقعة، وليست كل الحوادث غير المتوقعة تحمل الضرر فحسب، فبعض التغيرات التي نراها في البداية ضارة يتبين في مابعد انها نافعة، فيمكن حينئذ اعتبار أن هذة الازمة سنجد بين ثناياها جزء يحمل تأثيرا إيجابياً.
حفظ الله بلادنا وقيادتنا والعالم أجمع ورفع الله الغمة عن الأمة.