تقارير اخبارية

تقرير درة | بدأت بأوروبا.. أزمة غذاء جديدة تنذر عنها التغيرات المناخية العصيبة

درة _ التحرير :  

سيطرت الظروف المناخية العصيبة التي تتعرض لها القارة الأوروبية على مدار الأسابيع الأخيرة الماضية، على اهتمام الجميع، حيث أصبح الخطر يتمدد ويثير قلق المختصين.

وبعد أن تطرقنا إلى أي مدى وصل إليه الجفاف لمناطق وأراضي وأنهار القارة، سوف نرصد فيما يلي الأسباب المؤدية للجفاف ومدى تأثيره على جوانب الحياة في دول أوروبا.

ويعتقد العلماء أن ما تعانيه أوروبا الآن سببه الأول هو التغيرات المناخية التي تشهدها القارة، حيث أدت إلى ارتفاع درجات حرارة الأرض بنسبة درجة واحدة، بالإضافة إلى تراجع التساقطات الثلجية خلال فصل الشتاء.

ويرى العلماء أن ما سبق ذكره أدى لتراجع حجم المياه التي تتدفع عادة من الجبال، كما ارتفع منسوب استهلاك النباتات للماء لأنها تعاني من الجفاف وتراجع خصوبة الأرض.

لكن، يرجح آخرون أن درجات الحرارة المرتفعة في أوروبا وما يصاحبها من جفاف، سببه التغيرات في التيارات الهوائية التي تدفع الهواء الساخن من شمال أفريقيا نحو أوروبا.

وعلى ضوء التحليلات والدراسات المتعددة، فإن الوضع قد يزداد سوءا بسبب ما يبدو أنه تراجع أوروبي عن هدف تقليص انبعاثات الغاز بنسبة 55% بحلول عام 2030م.

وذلك لأن أزمة الطاقة تدفع الحكومات الأوروبية إلى العودة للأساليب القديمة، بما فيها الاعتماد على الفحم والوقود الأحفوري.

وبما أن ما يقرب من نصف أراضي الاتحاد الأوروبي تندرج الآن تحت بند التأهب الأقصى وهي الأعلى، فمن المؤكد أن ينعكس سلبًا على مختلف نواحي الحياة في القارة العجوز.

ويظهر تحليل المفوضية الأوروبية للجفاف المطول أن جزءً مذهلاً من أوروبا معرض لتحذير الجفاف بنسبة 44% من الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة.

ويرى الخبراء أن انخفاض مستويات المياه في الأنهار الرئيسية بالقارة، مثل نهر لوار وبو والراين، يشكل خطيرًا بالنسبة للعديد من الأغراض الهامة كالطاقة والنقل.

وأشار الباحثون إلى أن التغيرات المناخية القاسية لها عواقب وخيمة محتملة على الصناعة والشحن والطاقة وإنتاج الغذاء، تمامًا مثل نقص الإمدادات وارتفاع الأسعار بسبب الحروب.

كما أن الجفاف سوف يتسبب في ضعف المحاصيل، ونقص الغذاء، وارتفاع الأسعار، والجوع وتدهور الاقتصاد وانهياره.

وبسبب الجفاف، فإن البضائع لن تمر عبر الأنهار، ويشمل ذلك الفحم وقطع غيار السيارات والمواد الغذائية والكيميائية، وذلك لوقف حركة الشحن عبر النهر.

كما أن نقص الأمطار أدي إلي نقص تدفق المياه في الأنهار و بالتالي نقص في محطات توليد الكهرباء المعتمدة علي المياه (الكهرومائية).

ويعاني الفلاحين من عدم القدرة علي استمرار رعي الماشية، وكذلك توقف عمليات ري الأراضي في العديد من المناطق لعدم توفر المياه، مما قد يؤدي لحدوث أزمة غذاء عالمية، في ظل الحرب الروسية الأوكرانية.

ومن العواقب الكارثية أيضًا على أوروبا بسبب الجفاف، انخفاض الناتج الاقتصادي، واضطراب النظم الصحية، وانقطاع التيار الكهربائي، وأهمها نقص مياه الشرب.

وتؤثر التغيرات المناخية على حركة النقل، كما سبق وتم إلغاء العديد من رحلات القطارات، بعد تسجيل بعض بلدان القارة أعلى درجات الحرارة على الإطلاق، مما أدى إلى اندلاع حرائق الغابات في العديد من المناطق.

وشهدت معظم أنحاء القارة الأوروبية العجوز ظروفاً أكثر جفافاً من المعدل الطبيعي هذا العام، ويتوقع حدوث الأسوء.

يذكر أن الكوارث المرتبطة بالمناخ والطقس خلال السنوات العشر الماضية، تسببت في موت أكثر من 400 ألف إنسان، وأثرت على 1.7 مليار آخرين، وتشرد نحو 25 مليون شخص كل عام في جميع أنحاء العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى