المجتمع والصحة

تقرير درة | “مغناطيسات البعوض” والأشخاص.. في مفهوم العلم الحديث

درة - قسم التحرير :  

يشير العلم إلى وجود العديد من الأسباب التي تجعل البعوض يستهدف بعضا من الناس دون غيرهم، بحيث أن يكون الشخص “مغناطيسا للبعوض”.

ورغم الافتراض أن البعوض يهاجم أقرب شخص يمكن أن يحط عليه، إلا أن البعوض من الصعب إرضاؤه عندما يتعلق الأمر باختيار من يلدغه.

ويرى العلماء أن البكتيريا الموجودة على جلدنا تستخدم لأجل إنتاج رائحة الجسم الفريدة، مواد توجد في الزهم الذي نفرزه من غددنا، وهذه المواد تسمى الكربوكسيل.

ووجد الباحثون، أن الأشخاص الذين يعدون “مغناطيسات البعوض”، ينتجون الكثير من هذه المواد الكيميائية ذات الرائحة الجاذبة على الجلد.

وحدد فريق من الباحثين في دراسة بقيادة جامعة روكفلر، الأشخاص الأكثر جاذبية للبعوض، مشيرين إلى أن الأمر قد يتعلق بطريقة الشم، وذلك بسبب الرائحة التي تفرزها الغدد على الجلد.

ويعتقد العلماء أن 85% من جاذبيتك الشاملة للبعوض تستند إلى أصولك الوراثية، حيث تلعب الوراثة دوراً هاماً في أنواع البكتيريا التي تعيش على بشرتك.

ويؤكد العلماء على أن البعوض يظل مخلصا لمن يفضلهم بمرور الوقت،

وقالت مؤلفة الدراسة ليزلي فوسهول، عالمة الأعصاب في جامعة روكفلر في نيويورك، ومديرة مختبر علم الوراثة العصبية والسلوك بالجامعة، “هناك الكثير من المعتقدات بشأن من يتعرض للدغ أكثر، ولكن العديد من الادعاءات لم يتم دعمها بأدلة قوية”.

وكشف مات ديجينارو، أخصائي علم الوراثة العصبية في جامعة فلوريدا الدولية، والذي لم يشارك في الدراسة، أن الدراسة أظهرت أن الاختلافات بين جاذبية الأشخاص للبعوض لا تزال قائمة، ويبدو أن مغناطيس البعوض يظل مغناطيسا للبعوض.

وقالت فوسهول، أن “الجزيئات الدهنية” هي جزء من طبقة الترطيب الطبيعية للبشرة، وينتجها الناس بكميات مختلفة.

وتابعت، إن البكتيريا السليمة التي تعيش على الجلد تلتهم هذه الأحماض، وتنتج جزء من رائحة الجلد.

وأضافت، أنه لا يمكن للشخص التخلص من هذه الأحماض، لأن ذلك يؤدي إلى الإضرار بصحة الجلد.

وقال جيف ريفيل، عالم الأعصاب في جامعة واشنطن الذي لم يشارك في الدراسة، إن البحث يمكن أن يساعد في إيجاد طرق جديدة لصد البعوض.

وقال، إنه قد تكون هناك طرق للتغلب على بكتيريا الجلد، وتغيير الروائح المربكة لدى البشر.

ومع ذلك، فإن اكتشاف طرق لمحاربة البعوض ليس بالأمر السهل، وفقا لريفيل، لأنها تطورت أصلاً لتكون “آلات عض نحيفة”.

وهو ما أثبتته الدراسة، حيث أجرى الباحثون أيضا تجربة على بعوض تم تعديل جيناته لتدمير حاسة الشم لديه، ومع ذلك، ظلت هذه الحشرات تتدفق إلى نفس “مغناطيس البعوض”.

وقالت فوسهول: “إن البعوض مرن. ولديهم العديد من الخطط الاحتياطية التي تمكنه من العثور علينا ولدغنا”.

ويوضح العلم، أن جسم الإنسان ينتج أكثر من 350 مركبا عضويا متطايرا مختلفا، ومنها من ينجذب إليه البعوض أكثر من الآخر.

وتشمل بعض المركبات العضوية المتطايرة التي تجذب البعوض، ثاني أكسيد الكربون، حمض اللاكتيك (المنتج أثناء التمرين)، الأسيتون (الذي يتم إطلاقه في الحالة الكيتونية)، والأمونيا وغيرها.

ويشير العلم في دراسة سابقة، إلى أن النظام الغذائي له دور في تعرض بعض الأشخاص للدغات البعوض بشكل كبير، بالإضافة إلى لون الملابس ودرجة حرارة الجسم.

وثبت أن الروائح الفردية من النفس والجلد، هي التي تدفع البعوض إلى لدغ البعض، ويؤثر على روائح جسم الشخص ما يشمل علم وظائف الأعضاء، والحمل، والتركيب الجيني، والالتهابات الأساسية، وميكروبيوم الجلد.

ونظرا لأن ما نأكله ونشربه يمكن أن يؤثر على التنفس وميكروبيوم الجلد، يقترح بحث جديد أن تغيير النظام الغذائي يمكن أن يؤثر على جاذبية المرء للحشرات المزعجة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى