نيويورك تايمز: ترامب لا يزال يقبض على الحزب الجمهوري

تكبير الخط ؟
على عكس ما أشيع بشأن الهزيمة المدوية التي طالت الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بعد نتيجة انتخابات التجديد النصفي الأمريكية، يرى الكاتب الصحافي توم سكوكا أن قبضة ترامب على الحزب الجمهوري أقوى من أي وقت مضى.
وفي مقال بصحيفة “نيويورك تايمز” قال سكوكا وهو رئيس تحرير مجلة “بوبيولر”، إنه على الرغم من أن ترامب لم يكتب اسمه شخصياً على بطاقة الاقتراع، إلا أن الجميع تقريباً اعتبر أن هذه الانتخابات عبارة عن الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 2024، والتي سيعلن ترشحه فيها غداً.
رفض الهزيمة
قام ترامب بجولة حاشدة متعددة الولايات لقيادة مرشحيه الجمهوريين المختارين إلى خط النهاية، لكن مع سقوط بعض أكثر الشخصيات مناصرة لترامب من السباق، تم القضاء على قائمته الكاملة لوزراء الخارجية المخلصين، لكن سكوكا تساءل: “كيف تُعلن الهزيمة لحركة تقوم على رفض قبول الهزيمة؟”.
وأضاف “كان ترامب وأنصاره يغذون ميول بعضهم البعض لفترة طويلة، ومن المستحيل فصل مزاجه أو استراتيجيته عن مزاج الحزب الجمهوري، لذا إذا لم تقبل حركة ترامب (ماغا – MAGA) بالهزيمة في الانتخابات التي خسرها مباشرة وجهاً لوجه في عام 2020، فلماذا تقبل الهزيمة في هذه الانتخابات غير المباشرة؟”.
وقال سكوكا متشككاً: “من وجهة نظر ترامب، لم يخسر محمد أوز أمام جون فيترمان في ولاية بنسلفانيا لأن ترامب قد أفسد لمسته السحرية، خسر أوز لأنه شخصياً لم يكن دونالد ترامب”.
قبضة سلطوية
وتابع “إذا كان هذا الموقف قد أدى إلى تضاعف الجاذبية العامة للحزب الجمهوري على مدى السنوات السبع الماضية، فقد شدد أيضاً قبضته على السلطة السياسية التي يمتلكها. بالتأكيد، حشد الديمقراطيون بنجاح في يوم الانتخابات لمنع حدوث أكثر السيناريوهات بشاعة، إذ تمكنوا من منع الموالين لترامب من السيطرة على الانتخابات في العديد من الولايات المتأرجحة، ومجلس الشيوخ من الوقوع في أيدي الجمهوريين”.
لكن في أماكن أخرى، يظل الجمهوريون مصممين على هدفهم المتمثل في المطالبة بميزة انتخابية دائمة، بأي وسيلة يمكنهم العثور عليها.
وعلى مدى العامين الماضيين، قام المشرعون الجمهوريون بالولاية بخرق القوانين علانية في ترسيم الدوائر. ففي ولاية أوهايو، تحدوا بشكل قاطع أوامر المحكمة العليا للولاية لرسم خريطة أفضل حتى فات الأوان لتغيير الخريطة غير القانونية، بحسب التقرير.
فشل جمهوري
وفي العديد من الولايات الأخرى، يمضي سكوكا بالقول: “يبدو أنهم ببساطة ينتظرون حتى تلغي المحكمة العليا الجزء من قانون حقوق التصويت الذي ينتهك مخططاتهم حالياً. إذا كان الحزب الجمهوري لا يأتي من الانتخابات النصفية بأغلبية ضئيلة في مجلس النواب، فسوف يدين بهذه الميزة لرفضه الحرفي والمجازي للالتزام بالحدود القانونية”.
وأردف الكاتب: “انظر إلى فلوريدا، التي كانت في عصر MAGA ساحة اختبار فعالة بشكل خاص للتوسع الاستبدادي، قبل أن يثبت رون ديسانتس نفسه كمحارب ثقافي ناجح، افتتح فترة ولايته بنوع مختلف من الاستراتيجية العدوانية، وهي العمل مع الهيئة التشريعية الجمهورية لمنع مئات الآلاف من سكان فلوريدا من ذوي الإدانات الجنائية من قوائم الناخبين، بما يتعارض بشكل مباشر مع الاستفتاء الذي أعاد لهم حق التصويت”.
ويبدو أن فلوريدا تختبر أيضاً سلالة جديدة من السياسات التعسفية، بحسب التقرير الذي تحدث عن “جورجيا حيث أعيد انتخاب مارغوري تايلور غرين التي لطالما تستحضر اللا سامية في خطاباتها، وحيث يتجه نجم كرة القدم السابق هيرشل ووكر إلى جولة الإعادة في مجلس الشيوخ بدعم حزبي متحمس، على الرغم من الفضائح التي كانت ستنهي عمله السياسي قبل عام 2015، وفي مونتانا حيث فاز ريان زينكي، الذي ربما يكون العضو الأكثر فساداً في حكومة ترامب بأكملها، بمقعد في الكونغرس”.
كسر القواعد
وأشار سكوكا إلى أنه “من الناحية الروحية والعملية، كان ترامب موجوداً في كل مكان في موسم الانتخابات هذا، ولا تظهر أي علامات على تراجعه أو أنصاره قبل الموسم التالي، وحتى إذا تعثر أكثر مؤيدي ترامب في صناديق الاقتراع في نوفمبر (تشرين الثاني)، فسيتم تعويض ذلك”.
واختتم الكاتب مقاله بالقول إن “مزيج الاستياء وكسر القواعد وعدم الاحترام التي أدى إلى رئاسة ترامب لا يزال هو الموقف السائد للحزب، وهو موقف ضروري لحزب أقلية عازم على الهيمنة على الأغلبية، بدلاً من تشكيل أغلبية خاصة به”، مشيراً إلى أن “عدم الثقة والازدراء بالنتائج الديمقراطية يشكلان أجندة الحزب الجمهوري داخلياً وخارجياً”.