تقارير اخبارية

أثر التلوث النفطي على الكائنات الحية في المياه العربية | تقرير

درة _ قسم التحرير:  

أصبح تلوث البحار من الظواهر المتزايدة في عالمنا الحديث، وهي تختلف من مكان لآخر، كما أن نسبة التلوث تختلف باختلاف المصدر المتسبب في هذه الظاهرة، وتزداد مظاهر التلوث بسبب تزايد السكان وارتفاع كثافاتهم في المدن والموانيء وارتفاع نسبة تزايد بناء السفن العملاقة والموانئ والأرصفة.

والبيئة البحرية بشكل عام لها أهمية كبيرة في حياة الإنسان، واستخدام البحار لما فيه صالح البشرية قديم قدم التاريخ.

البيئة البحرية العربية:

وللبيئة البحرية العربية أهمية كبرى من ناحيتين اقتصادية وإستراتيجية، حيث تعتبر الدول العربية دولاً بحرية، وهذا الوضع الجغرافي للمنطقة يجعلها ذات أهمية اقتصادية وإستراتيجية كبيرة.

ومن الناحية الاقتصادية فإن البيئة البحرية العربية تذخر بالثروات حيث تعتبر المنطقة البحرية العربية من المناطق الغنية بالثروة السمكية والثروات الحية المختلفة والثروات المعدنية، ويرجع السبب في ذلك إلى طول الشواطئ العربية.

ولا تقتصر أهمية البيئة البحرية العربية على إنتاج الأسماك فحسب؛ بل أن المنطقة البحرية العربية يوجد فيها كميات هائلة من الثروات الطبيعية الأخرى الحية، حيث يوجد الإسفنج والأصداف والقشريات والطحالب البحرية والعديد من الثروات الأخرى.

تلوث البحار

المقصود بالتلوث البحري في إطار بيان مفهومه يقصد به: “أي نشاط إنساني يغير من البيئة والحياة البحرية ونباتاتها ومصايدها والصحة العامة، كما يؤثر في المنافع البحرية”.

ولذلك فهو يشمل الآثار الناتجة عن تنمية السواحل والشواطئ واستغلال مصادر البترول والغاز واستخراج الحصى، وكذلك أنشطة أخرى مثل التخلص من الصرف الصحي والمخلفات الصناعية ونفايات البترول وكذلك التخلص من النفايات المشعة.

مصادر التلوث البحري:

التخلص من المخلفات المختلفة الناجمة عن الأنشطة الإنسانية بصرفها في الأنهار لتنتهي أخيراً في البحار.

مصافي تكرير النفط المقامة على السواحل وما يتسرب منها بصورة عرضية أثناء القيام بعمليات التفريغ والشحن للمواد البترولية.

استغلال ثروات قاع البحار للبحث عن النفط، وقد نجم عن هذا التوسع في عمليات الكشف والاستغلال بحقول النفط البحرية.

حوادث تسرب النفط، والتي كان لها بالغ الأثر على البيئة البحرية في مناطق الحفر والمناطق المجاورة لها.

التلوث الناتج عن التسرب البترولي بفعل الحوادث الناجمة عن غرق ناقلات النفط أو بالتسرب منها.

التلوث بتأثير المدن الساحلية، وما يتخلف عنها من نفايات صناعية أو مياه الصرف المنزلي.

المياه الحارة الناتجة عن أدوات إدارة المصانع ومحطات توليد القوى المقامة على السواحل.

عمليات تموين السفن خاصة في المدن والموانئ.

التلوث عن طريق دفن النفايات الذرية أو التجارب النووية في المحيطات.

التلوث عن طريق قنوات الصرف الزراعية، بما تتحمله من مبيدات حشرية أو مبيدات للأعشاب.

التلوث بفعل عوادم السفن التي تجوب البحار والمحيطات خاصة السفن العملاقة الاخذة في الانتشار.

تأثير التلوث النفطي على الكائنات الحية البحرية:

1- نفوق كميات هائلة من الأسماك وبكافة الأنواع والأعمار نتيجة التسمم أو الإختناق بالنفط.

2- نفوق بيض ويرقات العديد من الأسماك التي تعيش في مناطق قريبة من سطح البحر أو تقطن الطبقات العليا منه.

3- عزوف الناس عن شراء الأسماك خوفا من أخطار إستهلاكهم للأسماك الملوثة.

4- عدم تناول الأسماك لرداءة طعمها لفترة زمنية طويلة.

5- توقف الصيادين عن الصيد في المناطق الملوثة خشية تلف معداتهم.

6- انتشار النفط على سطح الماء يشكل طبقة تمنع التبادل الغازي، كما تمنع وصول الضوء الكافي للهوائم النباتية.

7- تأثير التلوث النفطي على العوالق والطحالب والهائمات النباتية البحرية.

8- تأثير التلوث بالنفط على الرخويات والمحاريات، وقد تؤدي إلى:

1- يؤدي إلى نفوق كبير بأعداد الرخويات.
2- يؤدي إلى إنخفاض عملية الإخصاب عند الرخويات.
3- يؤدي إلى انخفاض في قابلية وكفاءة هذه الأحياء البحرية على الحركة والسباحة.

9- التلوث النفطي على اللافقاريات البحرية (القشريات) وباقي الأحياء البحرية.

أهم مظاهر الثلوث في منطقة الخليج العربي:

تعتبر منطقة الخليج العربي، نقطة التقاء النظام البيئي في البحر مع النظام البيئي على اليابسة، مع توافر الضوء والأكسجين وتعرضه للتيارات البحرية المنخفضة نسبياً.

وقد ساعد ذلك في تكاثر الكائنات البحرية كالأسماك والربيان بشكل كبير، وتقصد مناطقه أنواع كثيرة من الطيور البحرية التي تأتي إليها سنوياً.

وتتعرض مناطق الخليج لمخاطر بيئية نتيجة إلقاء مخلفات الصرف الصحي في مياهه، وتسرب الزيت من محطات الوقود والزوارق إليه، إضافة إلى ما تمثله المشاريع الكثيرة التي تقام على شاطئ البحر، بالإضافة إلى التعديات العسكرية التي تقوم بها الميليشيات وداعمي الإرهاب على السفن النفطية، والتي قد تؤدي إلى أحراقها أو إفراغها في المياه.

وهذه الملوثات الأكثر خطورة على الحياة البحرية، إذ يؤدي تراكمها في القاع إلى تناقص نسب الأوكسجين بشكل متدرج حتى تصل إلى الانعدام التام لوجود الأوكسجين في المتر الأخير من العمق، إذ تنعدم فيه الحياة البحرية «الحيوانية والنباتية» تماما.

وهناك عناصر تنتج عن البقايا الصلبة للمشروعات، مثل عنصري الزنك والزئبق، وهما يحملان تهديد عال لصحة الإنسان الذي يتغذى على الأحياء البحرية من هذه المناطق.

موقف الدول العربية من مشاكل التلوث البحري:

وفي هذا المضمار تولي الغالبية العظمى من الدول العربية مشاكل تلوث البحار أهمية كبيرة، عن طريق القيام بالدراسات الميدانية وعقد المؤتمرات والندوات العلمية لمناقشة المشاكل المتعلقة بالتلوث البحري، والتوصل لحلول مناسبة لها، والاشتراك في الاتفاقيات البحرية الإقليمية والدولية، والتعاون مع المنظمات البحرية التابعة للأمم المتحدة، من أجل المحافظة على البيئة البحرية العربية من خطر التلوث، واتخاذ الإجراءات الوقائية التي تحمي تلك البيئة من أخطار التلوث المحيطة بها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى