من رمال الصحراء إلى عرش الدول العشرين

بقلم / قريان بن محمد الهاجري  

في هذا اليوم الوطني السعودي الرابع والتسعين، نستذكر بفخر واعتزاز مسيرة توحيد المملكة العربية السعودية، التي قادها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود. لقد كانت رحلة ملحمية، حيث استطاع الملك عبد العزيز بفضل حكمته وعزيمته، أن يوحد أجزاء الوطن تحت راية واحدة، ويؤسس لدولة حديثة تُعنى بمستقبل أبنائها.كبدوي، كنت أتنقل في جميع أنحاء المملكة، من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب. كانت رحلاتي تأخذني عبر صحراء الدهناء والصمان، حيث لم تكن الحياة سهلة، لكننا كنا نعيش في أمان وطمأنينة. ورغم قلة الموارد وشح المعيشة قبل أكثر من خمسين عامًا، كانت القلوب واسعة، وكان أهل كل منطقة يرحبون بنا ويقدمون لنا ما استطاعوا، دون أن يبخلوا علينا بشيء.
اليوم، نستطيع أن نفخر بأن المملكة العربية السعودية قد انتقلت من حياة البداوة وشح الموارد إلى مصاف الدول الكبرى، حيث أصبحت من بين قمة العشرين. هذا التحول لم يكن ليحدث لولا رؤية حكامنا العظام، الذين عملوا على تعزيز التنمية والازدهار في جميع المجالات.
نتذكر بكل فخر الملوك الذين قادوا البلاد، ونسأل الله أن يرحم الملك عبد العزيز، الذي كان له الفضل في تأسيس هذا الوطن، وكذلك الملوك من بعده الذين واصلوا مسيرته. اليوم، نحن تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي يسعى إلى تحقيق المزيد من الإنجازات، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، الذي يقود رؤية 2030 الطموحة، لتطوير المملكة وتحقيق مستقبل مشرق للأجيال القادمة.
في هذا اليوم، نجدد العهد لوطننا، ونعبر عن فخرنا واعتزازنا بما تحقق من إنجازات.
يجب علينا أن نزرع في أبنائنا حب الوطن وبناءه لأجل قمة جديدة. فالمستقبل يحتاج إلى جيل واعٍ، يدرك أهمية الانتماء ويعمل من أجل خدمة وطنه. يجب أن نتذكر دائمًا أن كل إنجاز تحقق هو نتيجة للعمل الجاد والتفاني. علينا تشجيع أبنائنا على الفخر بهويتهم، وتعليمهم قيم الولاء والإخلاص. نسأل الله أن يحفظ السعودية وأهلها، وأن يوفق قيادتنا لما فيه خير البلاد والعباد. كل عام ووطني بخير، وكل عام ونحن نحتفل بالوحدة والتلاحم، في ظل راية التوحيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى