استشارات نيابية في لبنان لتسمية رئيس للحكومة… قبل وصول ماكرون

تكبير الخط ؟
بدأ الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم الإثنين، استشارات نيابية لتسمية رئيس حكومة خلفاً لحسان دياب الذي استقال بعد انفجار مرفأ بيروت، في خطوة تسبق بساعات قليلة فقط، وصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان
ويعود ماكرون إلى بيروت مساء الإثنين، كما وعد عند زيارته الأخيرة بعد انفجار 4 أغسطس (آب) المروّع، في محاولة ضغط جديدة لتشكيل “حكومة بمهمة محددة” تخرج البلاد من أزمتها العميقة
وبدأت الكتل النيابية بالتوافد إلى القصر الرئاسي في بعبدا منذ التاسعة صباحاً للقاء الرئيس، ومن المفترض أن تنتهي الاستشارات النيابية عند الواحدة والنصف بعد الظهر، ليعلن بعدها عون اسم الرئيس المكلف
وسرعت القوى السياسية في الأسبوع الماضي مساعيها للاتفاق على رئيس حكومة مكلف استباقاً لزيارة ماكرون
ويبدو أن السفير اللبناني في ألمانيا مصطفى أديب، الأكثر حظاً غداة إعلان أربعة رؤساء حكومة سابقين، وعلى رأسهم زعيم “تيار المستقبل” سعد الحريري، دعمهم له
ومن المتوقع أن يحظى أديب، المستشار السابق لرئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، والاستاذ السابق في الجامعة اللبنانية، بدعم غالبية الكتل النيابية، وبينها كتلة حزب الله الذي أكد أنه سيكون “متعاوناً” في تشكيل حكومة “هدفها الإصلاح وإعادة الإعمار”
واستقالت حكومة حسان دياب في 10 أغسطس (آب) بعد أربعة أيام من انفجار مرفأ بيروت الذي أوقع 188 قتيلاً وتسبب بإصابة أكثر من 6500 آخرين وألحق أضراراً جسيمة بعدد من أحياء العاصمة
ولا يعني توجّه لبنان الى تكليف رئيس جديد للحكومة أن ولادة الحكومة باتت قريبة. وغالباً ما تستغرق هذه المهمة أسابيع و حتى أشهر، بسبب الانقسامات السياسية والشروط، والشروط المضادة
ورغم مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على الانفجار، لم يتبدل المشهد السياسي ولم يدفع أياً من القوى السياسية إلى تقديم تنازلات أو إلى التنحي، وهو ما يطالب به عدد كبير من اللبنانيين الغاضبين الذين يحملون الطبقة السياسية مجتمعة مسؤولية الانفجار بسبب فسادها واستهتارها
ولعل المتغير الوحيد هو تحديد عون موعداً للاستشارات الملزمة، في خطوة قال الزعيم الدرزي وليد جنبلاط إنها جاءت على “حياء” قبل وصول ماكرون
وتستمر زيارة ماكرون يومين وتتخللها لقاءات سياسية، وهي الثانية له بعد زيارة أولى في 6 أغسطس (آب) طالب فيها المسؤولين اللبنانيين بـ “ميثاق سياسي جديد” وإصلاحات عاجلة
ووعد ماكرون بالعودة في مطلع سبتمبر (أيلول) لـ”تقييم” التقدم المحرز. ولم يكن اختياره هذا الموعد من باب الصدفة، إذ يتزامن مع إحياء الذكرى المئوية الأولى لإعلان دولة لبنان الكبير أثناء الانتداب الفرنسي
ودق ماكرون ناقوس الخطر الجمعة محذراً من “حرب أهلية” في لبنان “إذا تخلينا عنه”
وقال من باريس: “إذا تخلينا عن لبنان في المنطقة، وإذا تركناه بطريقة ما في أيدي قوى إقليمية فاسدة، فستندلع حرب أهلية” وسيؤدي ذلك إلى “تقويض الهوية اللبنانية”