الثقافية

ندوة ” بكتاب الرياض” عن تطور النشر في عصر التقنيات

درة - واس :  

استعرض عدد من المتخصصين في مجال النشر الإلكتروني تأثير التكنولوجيا في طرق نشر وتوزيع المحتوى، وكيفية تطور صناعة النشر، في ظل التقدم التقني والتحديات الجديدة التي يواجهها المؤلفون والناشرون، وكيفيكة استخدام الوسائط الرقمية؛ من أجل تعزيز الوصول إلى الجمهور.
جاء ذلك خلال ندوة حوارية بعنوان: صوت الكلمة المكتوبة: “كيف يتطور النشر في عصر التكنولوجيا”، شارك فيها الدكتور سليمان الرياعي، والمهندس ناهض الحربي، وأدارها الدكتور علي الأكلبي.
وتناول المشاركون التحديات التي تواجه الكتاب الورقي في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي التي بدأت تزاحم الناشرين في مجالات التأليف والبحث وكتابة المقالات.
وأكّد المشاركون في مستهل الندوة، أن النشر مر في الوطن العربي بمراحل، أبرزها تحوله من الورقي التقليدي إلى النشر الإلكتروني، وتزايد الإنتاج المعرفي حتى قيس ما ينتج في السنة الواحدة بما أنتجته الأمم في قرون.
وبيّنوا أنه من خلال النشر الإلكتروني استطاع الباحث والدارس من الوصول إلى المعرفة بيسر وسهولة، مؤكدين أن المملكة سبقت الكثير من الدول في إنشاء خزن معرفي وطني من خلال (المكتبة الرقمية السعودية)، التي تملك محتوى رقميًا ضخمًا من الكتب والدوريات والمجلات والوسائل، كما استطاعت اقتناء وشراء حقوق هذه المعارف؛ لتكون متاحة للدارسين والباحثين، وتزويد المؤسسات التعليمية والبحثية في المملكة، بما تحتاج إليه في شتى المعارف بأرقى الطرق التقنية المتطورة.
وأشار المشاركون إلى أنه سيواجه دور النشر التقليدية العربية تحديات كبيرة ما لم تغير من سياساتها القديمة، مؤكدين أن بعض دور النشر العالمية الكبيرة بدأت تلمس الخطر المحدق بها، مما جعلها تراجع سياساتها، وتعمد إلى صناعة أذرع تقنية، بعد أن استوعبت أن القيمة الحقيقية للنشر الآن ليس في المحتوى، بل في الأداة، كما أن الاستثمار المستقبلي سيكون في بناء النماذج اللغوية.
وتوقع المشاركون بأنه سيكون في السنوات القريبة اللاحقة ما يسمى بسياسة الكتاب الواحد، التي لا تتيح محتوى بعنوان واحد، وإنما تحشد المعلومات في قالب ضخم بنظام استرجاع ذكي، مع توثيق المراجع لكل فكرة، وستصدر الكتب بجميع اللغات العالمية في آن واحد بطريقة تفاعلية، مع وجود نسخ منها تعالج بالذكاء الاصطناعي لتناسب عقول الفئات المستهدفة من أطفال وغيرهم.
واختتم المتحدثون حديثهم بأن تقنية الذكاء الاصطناعي ستغير من عادات القراءة لدى الناس، وستخلق بين الناشرين تنافسًا محمومًا، كما أنها غير آمنة من مخالفتها لحقوق الملكية الفكرية على الأقل في هذه المرحلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى