“لغة داخل لغة”

بقلم/ حمود الصهيبي  

قال بعض الفلاسفة : ” ان للنفس كلماتٍ روحانيةٌ من جنس ذاتها ”

المخترع من الشعر هو: ما لم يسبق إليه قائله، ولا عمل أحد من الشعراء قبله نظيره أو ما يقرب منه يستحسنه الأستهلال والقفلة .وما تلتقطه عين -الرسام ، المصور – يلتقطه لسان الشاعر ، ، وكلماته ينتقيها ويقطٌف لنا منها ما يليق ، لأستنطاق جمالية النص والمقايسة بنفس النص ..
وتراتبية المعنى والمبنى وكل فن خط متوزي مع نص آخر والتوالد وفق معياره ووفق مفهوم توالد النصوص
والأدب بكافة فنونه هو الأدب من غمام واحد …
والشعر غذاء الروح والقلب ويعبر عن ذخائر النفس كما نعرف ، وكان يقال الأنسان ابن بيئته والصحيح الأنسان ابن قراءاته .
يقال في تعريف الشعر ووصفه: “الشعر: قيد الكلام، وعقال الأدب، وسور البلاغة، ومحلّ البراعة، ومجال الجَنان، ومسرح البيان، وذريعة المتوسّل، ووسيلة المترسّل، وذمام الغريب، وحرمة الأديب، وعصمة الهارب، وعذر الراهب، وفرحة المتمثل، وحاكم الأعراب، وشاهد الصواب”
ويقول” بورخيس” في محاولة تعريف الشعر :
شبيهة بمحاولة تعريف اللون الأصفر ، أو الحب ، أو تساقط الأوراق في الخريف
ظلموا الشعر بتعريفه او ان نظرتهم قاصرة فيه الشعر منتهى الابداع تقريب وتقريب
الشعر شعور الشاعر يحلق بنا بدون أجحنها ، الشعور قلق ،
الشعر الايضاح والأبانة يقول بول فاليري(إن الشعر: لغة داخل لغة) الشعر قلق يخلق لنا شعر ، ‏في رواية (ساعي بريد نيرودا) عبارة تقول :(الشعر ليس مُلكَ من يكتبه وإنما مُلكُ من يستخدمه)
كما قال الحميدي الثقفي يقول :
‏أتخيّل أني حجر مصقول في الوادي من السيل
واصحى مجرّد حجر مرصوف في شارع مدينه
ويقول :
عيون بنتٍ تفرّس في ملامح صبي
و لساني أعزل و نظراتك تشدّ السهام
ويقول :
الناس بعيونها كانت تشوفك مصيف
وأشوف فيك الزمن بفصوله الأربعة
الحميدي ظاهرة مجددة للشعر الشعبي هي تستحق العناية والدراسة في تجربته ، حتى أنَ في كلامه شعر ، والابداع هو أن تتحرك في إطار المختلف فيه لا المتفق عليه ، الشعر عند المبدع حكايةً وجمرةً متقدةً لا تنطفي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى