المحلياتتقارير اخبارية

المملكة العربية السعودية.. أُنموذجًا يحتذي به على كافة الأصعدة

درة - قسم التحرير:  

تحتفل المملكة العربية السعودية، في هذه الأيام، بيومها الوطني الـ90، والذي يوافق توقيع مؤسس البلاد الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – في 21 جمادى الأولى 1351 هـ الموافق 23 سبتمبر 1932م؛ الأمر الملكي الذي قضي بتوحيد المملكة وتغيير اسمها إلى المملكة العربية السعودية.

ويحظى اليوم الوطني بحفاوة كبيرة، فهو يوماً غالياً وعزيزاً على كل مواطن سعودي، فهذا اليوم وحد فيه الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن ـ طيب الله ثراه ـ الجزيرة العربية بعد أن مزقتها الحروب والقبلية، وجمعها تحت لواء واحد وفي كيان واحد وأسماها المملكة العربية السعودية، راعى فيها الأسس الدينية والإنسانية التي انعكست إيجابياً على كافة مجالات الحياة العلمية والعملية وشعر بها الموطن وتوارثها على مر عهود الملوك البررة، الذين اتخذوا من الملك المؤسس منهجهم ومبادئهم.

الموقع الجغرافي:

المملكة العربية السعودية دولة عربية، وتعد أكبر دول الشرق الأوسط مساحة، وتقع تحديدًا في الجنوب الغربي من قارة آسيا وتشكل الجزء الأكبر من شبه الجزيرة العربية، حيث تبلغ مساحتها حوالي مليوني كيلومتر مربع، يحدها من الشمال جمهورية العراق والأردن وتحدها دولة الكويت من الشمال الشرقي، ومن الشرق تحدها كل من دولة قطر والإمارات العربية المتحدة بالإضافة إلى مملكة البحرين التي ترتبط بالسعودية من خلال جسر الملك فهد الواقع على مياه الخليج العربي، ومن الجنوب تحدها اليمن، وسلطنة عُمان من الجنوب الشرقي، كما يحدها البحر الأحمر من جهة الغرب.

وتتكون السعودية حاليًا من 13 منطقةً إداريّةً، تنقسم كلّ منطقةٍ منها إلى عددٍ من المحافظات يختلف عددها من منطقةٍ إلى أخرى، وتنقسم المحافظة إلى مراكز ترتبط إداريًا بالمحافظة أو الإمارة.

المكانة بين الدول:

السعودية عضو في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة وحركة عدم الانحياز ورابطة العالم الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي ومجموعة العشرين وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية ومنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).

وتمتلك السعودية إرثا ثقافيا وحضاريا يعود لآلاف السنين، كما أنها شهدت تغييرات كبيرة في مجالات الثقافة والتعليم وحماية التراث الحضاري، وفق رؤية 2030، وهي عضو مؤسس لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) وعضو في مجلسها التنفيذي المنتخب في نوفمبر 2019.

وتتمتع السعودية بوضع سياسي واقتصادي مستقر، كما تمتلك ثاني أكبر احتياطي للبترول وسادس احتياطي غاز، وأكبر مصدر نفط خام في العالم والذي يشكل قرابة 90% من الصادرات، وتحتل المملكة المرتبة التاسعة عشر من بين أكبر اقتصادات العالم، وتُعتبر من القوى المؤثرة سياسيًا واقتصاديًا في العالم، لمكانتها الإسلامية وثروتها الاقتصادية وتحكمها بأسعار النفط وإمداداته العالمية، ووجودها الإعلامي الكبير المتمثل في عدد من القنوات الفضائية والصحف المطبوعة.

قضايا الأمة:

تسعى المملكة العربية السعودية، دائمًا من خلال دورها المحوري الذي يميزها في تعزيز مكانة العالمين العربي والإسلامي، ومن منطلق مسؤولياتها تعمل جاهدة على توحيد الصف وعلاج الأزمات المستوطنة في نسيج الأمة، حيث تتولى تنسيق الأدوار بين الدول العربية والإسلامية، كما تعمل على تكامل الفرص بينها؛ للقضاء على الأسباب التي أضعفت كيان الأمة، وأنهكت قواها.

وتصنف الجهود المبذولة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والإنسانية، والتي قام بها قادة المملكة وما زالت مستمرة حتى عهد الملك سلمان، على أنها ليست من محض المصادفة؛ وإنما جاءت وفق رؤية مستقبلية وخطط مثمرة، نتجت جميعها عن دراسات علمية، أدت إلى تقوية الصف العربي والإسلامي، وترسيخ الثوابت وتدعيم المبادئ، بما يضمن للأمة أن تواجه كافة التحديات التي تصطدم بها أو تسعى لاعتراض مسيرتها.

الرؤية الداخلية:

انطلقت مرحلة البناء والنماء والتطوير في كل المجالات والميادين المختلفة، مرورًا بعهود الملوك البررة ـ رحمهم الله جميعاً – وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ـ حفظهما الله ـ لتصبح المملكة نبراساً يحتذى به وعلماً مشرقاً يسترشدُ به، وارتقت إلى مصاف الدول المتقدمة أمناً وأماناً للمواطن والمقيم.

رؤية 2030:

تسعى المملكة نحو المستقبل برؤية واضحة، بعد أن أطلقت رؤية 2030 التي تشكل نقطة تحول نوعية ستكون انطلاقة لمرحلة تاريخية مهمة للبلاد نحو التقدم والرقي في بناء اقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي ووطن طموح، الأمر الذي ينعكس إيجابيًا على كافة المجالات.

وعلى الرغم من اهتمام رؤية المملكة بالتقدم الاقتصادي، وبناء الكوادر البشرية إلا أنها لم تغفل ما يهم المسلمين من الشعائر التعبدية من خلال التوسع في الحرمين الشريفين؛ حيث حددت بنهاية رؤية 2030 زيادة الطاقة الاستيعابية لاستقبال ضيوف الرحمن المعتمرين من ٨ ملايين إلى ٣٠ مليون معتمر وهو ما لم يحدث في تاريخ الحرمين الشريفين من قبل.

الأعمال الإنسانية:

انطلاقاً من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي توجب إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، والمحافظة على ​حياة الإنسان وكرامته وصحته، وامتداداً للدور الإنساني للمملكة العربية السعودية ورسالتها العالمية في هذا المجال، فقد أسس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مركزًا مخصصاً للإغاثة والأعمال الإنسانية، ومركزاً دولياً رائداً لإغاثة المجتمعات التي تُعاني من الكوارث بهدف مساعدتها ورفع معاناتها لتعيش حياة كريمة.

وتأسس مركز الملك سلمان للإغاثة، في 27 رجب 1436 هـ بتوجيه من الملك سلمان بن عبد العزيز، ويقوم بعملية التنسيق مع المنظمات والهيئات العالمية، بهدف تقديم المساعدات للمحتاجين في العالم، حيث نفذ المركز عدداً من البرامج والمبادرات الإنسانية بهدف إيصال المساعدات الإغاثية للمستفيدين منها في العالم، واستفادت أكثر من 37 دولة حول العالم من المساعدات الإنسانية والإغاثية والإنمائية التي يقدمها المركز بالتعاون مع عدد من الشركاء الدوليين والإقليميين.

وخصصت مليارت الريالات للأعمال الإغاثية والإنسانية المنطلقة من مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية والإغاثية، استجابة للاحتياجات الإنسانية على مستوى العالم الإسلامي والعربي والمتضررين في جميع دول العالم، حيث أن الهدف منه، هو السعي لجعل هذا المركز قائماً عل البُعْد الإنساني، بعيداً عن أي دوافع أخرى بالتعاون مع المؤسسات والهيئات الإغاثية الدولية المعتمدة.

الصحة وإدارة الأزمات:

أسهمت الرؤية السديدة لحكومتنا – رعاها الله – وما تتمتع به من مكانة عالمية وقوة في الاقتصاد وموكبة التقدم العلمي والاهتمام بالمجال الصحي، أن تتجاوز أزمة كورونا، حيث كان للمملكة إسهامات فاعلة في الحد من انتشار الوباء، باتباعها لخطة محكمة في محاصرة الجائحة أشادت بها منظمة الصحة العالمية، وفي هذا دلالة على اهتمام دولتنا الحبيبة بصحة المواطن أولاً.

وأصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – قراراته الصائبة بدعم ميزانية وزارة الصحة، وتحمل تكاليف علاج جميع المواطنين، والمقيمين في المملكة، وأيضا تحمل تكاليف الأدوية والتحاليل، والأجهزة الطبية والوقائية.

وأطلقت وزارة الصحة العديد من التطبيقات الالكترونية، والمبادرات التوعوية، حيث يتم تنفيذها على مدار الساعة وعلى أكمل وجه للتعامل مع فيروس كورونا، ومكافحته ومحاربته، والوقاية منه، والحد من انتشاره بين المواطنين والمقيمين.

الطرق والنقل:

تولي حكومة المملكة أهمية كبيرة للتخطيط السليم للطرق، والنقل العام لأهميتهما، ودورهما الفاعل في خدمة الوطن، والمواطن والمقيم، وأصبحت الحاجة ماسة، وملحة إلى السعي لتحسين، وتطوير الطرق، ووسائل النقل العام بشكل أفضل في بلادنا من قبل الجهات المعنية، وتوفير جميع الخدمات، وفك احتكار بعض شركات النقل العام.

ويعتبر قطاع الطرق، والنقـل العام في المملكة مـن القطاعات الواعدة، والرافدة للاقتصاد الـوطني وتأمين حركة نقل الركاب، ونقل البضائع، وتتولى وزارة النقل، وهيئة النقل العام التنظيم والإشراف علــى القطاعات، حيث توفر القطاعات الكثير من فرص الاسـتثمار الجيد للقطاع الخاص، والكثير من الوظائف للمواطنين.

مجلس الشورى:

مرت الشورى السعودية بمراحل عديدة منذ عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- واليوم دخلت المملكة مرحلة التحول الاقتصادي منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان-حفظه الله -مقاليد الحكم، وكان لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان-رعاه الله-بصماته العظيمة في التحول الاقتصادي 2020م، والرؤية السعودية 2030م، والتي صاغها، ويقودها بكل اقتدار.

ويرتكز مجلس الشورى على مبادئ الإسلام، وأخذ الرأي الصائب، والسليم نتيجة دراسة وحوار ونقاش، وتصويت من قبل الأغلبية من الأعضاء، ورئيس وأعضاء المجلس تم تعينهم بإدارة ملكية سامية.

كما يشارك في تطوير التشريعات، ونظام القضاء، والتعليم والتدريب، ومشاريع الإسكان، والخدمات الصحية وقطاع الأعمال والمال، والاقتصاد والطاقة، ومناقشة العديد من اللوائح، والاتفاقيات والمساعدات المالية الخارجية، والاقتصادية والإدارية والسياسية، والاجتماعية والثقافية، والعلمية والأمنية، وقضايا حقوق الإنسان، وكل ما له علاقة بأمن الوطن، وسلامة والمواطن.

التعليم:

النظام التعليمي في المملكة العربية السعودية يعتبر نظام تعليم متطور وحديث مقارنة بالدول العربية، حيث يتضمن العديد من الجامعات الحكومية والأهلية والكليات والمعاهد في كافة التخصصات والمجالات، وتتيح الأنظمة التعليمية المعمول بها في السعودية التحاق الأطفال من سنة الثالثة إلى الخامسة بمرحلة رياض الأطفال كمرحلة اختيارية للأسرة، ويبدأ الأطفال الالتحاق بالصف الأول الابتدائي في عمر الخامسة، ليتنقل بعدها بين الصفوف والمراحل التعليمية حتى مرحلة التدريب على العمل وتوفير الفرص وفتح أسواق العمل في كافة المجالات.

وحققت المنظومة التعليمية خلال جائحة كورونا، العديد من الوسائل المتنوعة والخيارات المختلفة، وسعت إلى وضع السيناريوهات والبدائل لبداية العام الدراسي، والنطاقات والأدلة المتعلقة بذلك؛ حتى صدر التوجيه الكريم ببدء العام الدراسي عن بُعد.

ووزارة التعليم عملت على إنجاز منصة “مدرستي” التي تخدم أكثر من (ستة) ملايين طالب وطالبة وأولياء أمورهم، و525 ألفاً من شاغلي الوظائف التعليمية، وذلك بمميزات مختلفة كالاتصال المرئي ورفع الواجبات والمواد الإثرائية والدروس المسجلة والاختبارات وغيرها، ولوحة أداء (Dashboard) للمتابعة والتقييم لجميع المستويات الإدارية والاستخدامات، مؤكداً أنه تم إنجاز المنصة في وقت قياسي بكفاءات وطنية.

المملكة في عهد الملك سلمان:

هناك اهتمام كبير من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- بالإهتمام بالمواطن، والتخفيف عليه، وإيفائه حقه المجتمعي، وتحقيق جميع خدماته من السكن الميسر، والصحة والتعليم والترفية والرياضة والاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا والتنمية والبيئة وكافة مجالات الحياة، وكل ذلك في ظل دولة تهتم بشؤون مواطنيها وتهدف إلى توفير رغد العيش لهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى