حمود الصهيبي يكتب لـ “درة”| شرف الخصومة

بقلم / حمود الصهيبي  

شرف الخصومة هي من ثوابت القيم العربية في الجاهلية والأسلام ، عندما رفض ابو جهل أن يُكسر الباب في محولة قتل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وقال قولته المشهورة : ” لا تتحدث العرب أن ابا الحكم عمر بن هشام روع نساء محمد ”
ما نجده في التواصل الأجتماعي لا يختلف عنه في الخياة الواقعية، من التحول من شرف الخصومة إلى الفجور بالخصومةِ وكما ورد في الحديث الشريف “من علامات المنافق : وإذا خاصم فجر ! ”
شرف الخصومة هي مبدأ يعلمنا كيف نختلف دون أن نفقد مبادئنا وقيمنا ” حتى في أختلافنا يجب أن تكون النفس عظيمة حتى في الخصومة ، واحقاق الحق واجعل من خصومتك درساٍ للأخلاق ، وان تكون قدوة حسنة في خاصة في خصومتك ، جعل الدكتور غازي القصيبي عندما رد على الأخوان في الثمانينات وكتب مقالات وكتيبات، وفي هذا الوقت مروا الأخوان بموقف أصبح بسببه لا يستطيعوا التعبير عن نفسهم ، وتوقف الوزير القصيبي عن الرد عليهم وحين سئل القصيبي عنه أجاب بأنه “ليس من المروءة أن أتكلم عن أناس لا يستطيعون أن يعبروا عن أنفسهم”. واصبح درساً لهم ولغيرهم حتى أنهم أجلوا فيه مكارم الأخلاق وشرف الخصومة ،الذي وضع أطرًا أخلاقيةً وإجرائيةً لكيفية إدارة النزاعات ، وفق الأخلاق العربية ، وأن لا تكون ردة فعلك مبالغاً فيها ولا تتناسب مع الخطأ الذي وقع عليك. وهي مرتبطة بالكِبر وهو أول ذنب عصي به الله، أن تقول في نفسك: كيف يجرؤ هذا أن يدوس لي على طرف. فتبيح لنفسك كل شيء ضده ! بحيث لا يتحول السعي إلى الحق إلى انتهاكٍ للقيم. كضابطٍ أخلاقيٍ يمنع التحاكم من أن يتحول إلى معركةٍ تسودها الخداع أو الانتقام. فهو مفهومٌ يجمع بين صرامة القانون ورقّة الأخلاق، مستندًا إلى قواعد الشريعة التي تحرص على أن تكون الغلبة للحق دون إهانة البشر.
فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إنَّ أبغض الرِّجال إلى الله الأَلَدُّ الخَصِمُ “.
يقول الشاعر أحمد الردعان :
ودك ليا خاصمت خاصمت رجال
يعرف مفاهيم الشرف والخصومة
يموت ما ياقف مواقيف الأنذال
عن ساقط الهرجة ترده سلومه

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى