تقرير درة | قلة النوم وخطر الإصابة بأمراض القلب

أكد الباحثون على أن قلة النوم تؤثر على الصحة العامة للأشخاص، كما أنها ترتبط أيضًا بخطر الإصابة بأمراض القلب، حيث أثبتت الدراسات أنها ليست مشكلة بسيطة، فقد تزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب الخطيرة.

وفي هذا الصدد، كشفت دراسة جديدة من جامعة أوبسالا، نُشرت في مجلة Biomarker Research، كيف أن بضع ليالٍ من قلة النوم يمكن أن تُغير بسرعة التركيب الكيميائي لجسمك، مما يزيد من المؤشرات المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

التهديد الخفي للحرمان من النوم..

تزداد مشكلة قلة النوم شيوعًا حول العالم، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بحالات مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية وعدم انتظام ضربات القلب.

وإدراكًا منها للدور الحيوي للنوم، أضافت جمعية القلب الأمريكية مؤخرًا، مدة النوم الصحية إلى إرشاداتها للحفاظ على صحة القلب والوقاية من الأمراض المرتبطة به.

وللكشف عن الآثار الخفية لقلة النوم، أجرى الباحثون دراسةً دقيقةً على 16 شابًا سليمًا في بيئة مختبرية مُحكمة، أكمل المشاركون جلستين منفصلتين، كلٌّ منهما ثلاث ليالى، إما حصلوا على قسطٍ كافٍ من النوم (حوالي 8.5 ساعات في الليلة) أو على نومٍ أقل بكثير (4.25 ساعة فقط في الليلة).

وطوال التجربة، راقب العلماء مستويات البروتين في الدم، وأخذوا عيناتٍ كل صباح ومساء، وخلال جلسات التمرين المكثف، للتأكد من ارتباط أمراض القلب والأوعية الدموية بقلة النوم.

الوقت مهم أيضًا..

أظهرت الدراسة أيضًا، كيف أثر الوقت من اليوم بشكل كبير على مستويات العديد من البروتينات المرتبطة بالقلب، حيث أدى قلة النوم إلى تفاقم التقلبات اليومية.

وتشير هذه النتائج إلى، أن النوم لا يؤثر فقط على خطر الإصابة بأمراض القلب، بل يؤثر أيضًا على كيفية إدارة الجسم لعمليات الأيض الحيوية على مدار اليوم.

وقد يواجه الأشخاص المحرومون من النوم اضطرابات تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وذلك من خلال تغيير الإيقاعات اليومية للبروتينات المهمة.

الآثار المترتبة على الصحة العامة..

نظراً لتزايد انتشار اضطرابات النوم بسبب أنماط الحياة العصرية، تُعدّ هذه النتائج بالغة الأهمية، فهي تُؤكد أن قلة النوم، حتى لو كانت قصيرة الأمد، يُمكن أن تُغير بشكل كبير من ملف مخاطر أمراض القلب.

وبغض النظر عن العمر أو مستوى اللياقة البدنية، تُشير الدراسة إلى ضرورة تعزيز إرشادات صحة القلب لأهمية الحصول على قسط كافٍ من النوم.

نصائح لتحسين جودة النوم..

الالتزام بساعات النوم: يجب الحصول على 8 ساعات على الأقل يوميا من النوم ليلا، واستيقظ في نفس الموعد كل يوم، بما في ذلك عطلات نهاية الأسبوع، الاتساق في مواعيد النوم والاستيقاظ يعزز دورة النوم والاستيقاظ في جسمك.

إنشاء بيئة هادئة: حافظ على الغرفة باردة ومظلمة وهادئة، قد يؤدي التعرض للضوء ليلاً إلى صعوبة النوم، تجنب قضاء الكثير من الوقت أمام الشاشات قبل النوم مباشرة، فكر في استخدام ستائر تعتيم الغرفة أو سدادات الأذن أو أدوات أخرى لخلق جو يلبي متطلباتك.

تجنب القيلولة أثناء النهار: قد تؤثر القيلولة الطويلة أثناء النهار على النوم ليلاً، لذا، احرص على ألا تزيد مدة القيلولة عن ساعة واحدة وتجنب النوم في وقت متأخر من اليوم، ومع ذلك، إذا كنت تعمل في وقت متأخر من الليل، فقد تحتاج إلى أخذ قيلولة في وقت متأخر من اليوم قبل العمل لتعويض النوم المفقود.

انتبه لنظامك الغذائي: تجنب الذهاب إلى الفراش وأنت جائع أو ممتلئ، تجنب تناول وجبات ثقيلة، وخاصة قبل ساعات قليلة من الذهاب إلى الفراش، كما أن النيكوتين والكافيين يمكن أن يعطل النوم ويؤثر على جودته أيضًا.