“جراحة الفكر”.. فنّ تنقية العقل وإعادة تشكيله

بقلم : د.محمد بن مرضي  

المعرفة هي الفأس الذي نحفر به أفكارنا , بل إن من أعظم مستلزمات الحياة ومن أوجب واجباتها أن يعيش الإنسان من أجل رسالة سامية يقوم بنشرها للبشرية بكل أطيافها وألوانها المتباينة , ولذلك قال الحكماء أن من أطول الناس حياةً أكثرهم فكرًا وأشرفهم شعورًا وأصلحهم عملاً.
وفي عالمٍ تتسارع فيه المعلومات وتتزاحم فيه الأفكار ، أصبح من الضروري أن نتوقف بين الحين والآخر لإعادة تقييم أفكارنا ومعتقداتنا ، نعم “جراحة الفكر” هي استعارة مجازية تعبر عن عملية واعية يقوم بها الفرد لتنقية ذهنه من الأفكار السلبية والمعتقدات المحدودة، واستبدالها بأفكار إيجابية ومفيدة.
إن “جراحة الفكر” ليست إجراءً طبيًا، بل هي عملية ذهنية تهدف إلى التخلص من الأفكار السلبية مثل الشكوك، والمخاوف، والمعتقدات التي تعيق التقدم الشخصي ، وتعيد برمجة العقل من خلال تبني أفكار جديدة تعزز من النمو الشخصي والنجاح ، وتساهم في تحقيق التوازن النفسي بإزالة التوتر والقلق الناتجين عن التفكير السلبي.
وتكمن أهمية “جراحة الفكر” في تحسين جودة الحياة من خلال تبني نظرة إيجابية ومتفائلة ، وتزيد من الإنتاجية عندما يكون العقل خاليًا من الأفكار المعيقة، فيصبح أكثر قدرة على التركيز والإبداع ، كما أنها تعزز العلاقات الاجتماعية فالأفكار الإيجابية تنعكس على السلوك والتواصل مع الآخرين.
ومن أهم خطوات “جراحة الفكر” هي الوعي الذاتي ، والاعتراف بوجود أفكار سلبية تؤثر على السلوك والمشاعر ، ثم تحليل هذه الأفكار وفهم مصدرها ، وكيفية تأثيرها على الحياة اليومية ، ثم استبدالها بأفكار إيجابية وواقعية ، ثم التدريب المستمر على ممارستها بانتظام حتى تصبح عادة.
إن أهم مايطوّر العقل البشري ويجعل الإنسان متوازنًا صحيًا ونفسيًا واجتماعيًا هي طريقة تفكيره ونظرته وتفسيره للمواقف والأحداث ، كما أكّد ذلك عدد من الفلاسفة والعلماء أمثال أفلاطون ، وأرسطو ، وسقراط في حديثهم عن إعمال العقل ، وأن أسمى أفعال النفس التفكير وأعلى درجات التفكير هو النمو والتطّور.

خطوة قلم :
الكلام السيء يمكنك أن تقوله بشكل جيّد ، وكذلك الكلام الجيّد يمكنك أن تقوله بشكل سيء .. الأمر مرتبط بك وبزاوية رؤيتك للأمور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى