فاطمة أحمد شاجري تكتب لـ”درة” | هذا المساء

بقلم / فاطمة أحمد شاجري  

هذا المساء وقفت كتمثال.. لاروح فيه ألتقط صورة لغروب شمسه من أعالي ضفة هامدة تتنفس من أعماق باطنها لمعان السراب، وتلهث رمالها عطشاً.
كل المساءات عندي واحدة، وكذلك الغروب، لكن حكايتي بكل غروب شمس تختلف بالشعور، والعاطفة، وصراع الذاكرة. ، تغتالني سطوة ذلك المساء المشبع بالحنين، والأهات الحزينة أطلقها بين زفرة، وأُخرى لكي تزيح عن صدري عبث ضيق يكاد يقتلني بين أحضان حُمرة الشمس، وأجيج لمعان الأصيل أصوات تخال لي أنها نعيق غربان، وليس زقزقة عصافير تشوش أفكاري تبعثرها، وتوقض مسامعي المتشردة، وتكبح جماح ذاك الحنين لتتزن الصورة بعدستي الزرقاء، وتعانق زُرقتها السماء لترسم لوحة تعجز أنامل المبدعون رسمها، وتنسيق، ألوانها، وتجرفني أمواجه لحلم أخر أكثر أشتياق له، وأكثر حنيناً للحظاته، ولا أقوى على الافلات منه مهما حاولت، وجاهدت أن لا أعود الغوص بأعماقه ولكن أصبح نهاية كل يوم ، ممتلئة بحمم، وهياكل،ومكسو بالدموع ، وحناجر تقف بها غصص لايمكن إبتلاعُها..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى