تقارير اخبارية

تقرير درة | ماذا يحدث للجسم والرئتين عند ارتفاع الرطوبة؟

درة _ التحرير :  

يمكن أن يتسبب ارتفاع درجة الرطوبة في الشعور ببعض الأعراض، مثل الخمول وانخفاض النشاط البدني، كذلك ضيق التنفس، مما يستدعي القيام ببعض الخطواب لتجنب تلك الأعراض، وعدم التعرض للمخاطر الصحية المحتملة المرتبطة بهذه الحالة.

وفي هذا الصدد، سوف نتعرف من خلال هذا التقرير، على كيف يؤثر ارتفاع الرطوبة على جسم الإنسان وخاصة الرئتين، والخطوات التي يجب اتباعها لتجنب الأعراض المصاحبة لهذه الحالة، وذلك وفقًا لما أورده موقع “Health partners”.

كيف تحدث الرطوبة؟..

تقيس الرطوبة كمية بخار الماء في الهواء، ويعني ارتفاع مستوى الرطوبة وجود كمية كبيرة من بخار الماء في الهواء، في الأجواء الرطبة، يصبح الهواء مشبعًا بالهيدروجين والنيتروجين والأكسجين، ما يضطر الرئتين إلى بذل جهد أكبر للحصول على الأكسجين من الهواء، مما يزيد الشعور بالخمول في تلك الأجواء، ويجعل النشاط البدني مرهقًا للغاية.

وغالبًا ما تترافق الرطوبة مع سوء جودة الهواء ، لأن مع وجود كمية كبيرة من بخار الماء في الهواء خلال فترات الرطوبة العالية، لا تستطيع جزيئات التلوث المحمولة جوًا الانتشار في الغلاف الجوي بسهولة كما هو الحال عادةً، لذلك تبقي الرطوبة هذه الجزيئات قريبة من الأرض، مما يزيد مستويات تلوث الهواء من حولنا ويحافظ عليها.

تأثير الحرارة على تبريد الجسم..

وفي الرطوبة العالية لا تكون درجة الحرارة أعلى في الواقع، ولكنها تبدو كذلك لأن أجسامنا لا تستطيع تبريد نفسها، لأنه فى درجات الحرارة المرتفعة يتعرق الجسم، وتبخر قطرات العرق عن بشرتنا هو ما يبردها، ولكن في الأيام الرطبة، يصعب تبخر العرق في الهواء، لأن الهواء يكون شبه ممتلئ بالبخار ولا يتسع للمزيد.

وفى تلك الحالة يحدث الشعور بالحرارة واللزوجة، حيث يتراكم العرق على الجلد وغير قادر على التبخر في الهواء، مما يؤدى إلى استمرار الجسم في التعرق دون الشعور بأي راحة، وبالتالي تدفع الرطوبة العالية الجسم إلى بذل جهد زائد لتبريد نفسه، ومع كل هذا الجهد الإضافي، يمكن أن ترتفع درجة حرارة الجسم.

الاضرار الصحية لارتفاع نسبة الرطوبة..

ووفقًا للتقرير، قد تؤدى الرطوبة العالية للإصابة بالأمراض مرتبطة بالحرارة، وذلك لأن عدم القدرة على تبريد الجسم لا يسبب مجرد الشعور بعدم الراحة، وإنما يرهق العمليات الداخلية للجسم، ومع استمرار ارتفاع درجة حرارة الجسم الأساسية، يحتاج إلى بذل جهد أكبر لمحاولة تبريده، مما يُسبب ارتفاع درجة الحرارة.

وفى تلك الحالة يتدخل المخ لإرسال المزيد من الدم إلى الجلد، حيث يمكن الحرارة من الخروج، كذلكخ توسيع الأوعية الدموية لزيادة التعرق، الأمر الذى يتسبب فى فقدان الماء والأملاح، مما قد يؤدى إلى حدوث الجفاف، ويعرض الجسم لمجموعة من الآثار الجانبية المرتبطة بالحرارة والرطوبة، مثل التعب وتشنجات العضلات وصعوبة التنفس.

المضاعفات الصحية المحتملة..

الجفاف: إن التعرق الزائد في درجات الحرارة العالية والرطوبة العالية يُفقد أجسامنا السوائل الأساسية، أسرع مما يمكن تعويضه بشرب الماء، ويعد الشعور بالعطش هو أول علامة على الإصابة بالجفاف، وإذا لم تحصل على كمية كافية من الماء، فسيقل التعرق والتبول، وقد تعاني من صداع وتقلصات في المعدة وتشنجات عضلية.

الإغماء: يحدث الإغماء في الطقس الحار بسبب انخفاض ضغط الدم في الدماغ، والناتج عن اندفاع الدم إلى مناطق أخرى من الجسم لمحاربة الحرارة.

الطفح الحراري: قد يؤدي التعرق المفرط إلى طفح حراري بسبب تراكم العرق تحت الجلد، وقد يتسبب فى ظهور نتوءات بارزة في منطقة الطفح، وقد تُسبب حكة ولسعة.

الإجهاد الحراري: قد يؤدي فقدان السوائل المستمر نتيجة التعرق المفرط إلى الإجهاد الحراري، لذلك إذا شعرت بالضعف أو الغثيان أو الدوار بعد قضاء وقت في الحر، فمن المرجح أنك تعاني من الإجهاد الحراري، والذى قد يتحول إلى ضربة شمس فى حالة عدم علاجه.

ضربة الشمس: تحدث عند ارتفاع درجة حرارة الجسم الداخلية، قد يتوقف الشخص المصاب بضربة الشمس فجأةً عن التعرق، ويعاني من ضعف التوازن، ويشعر بالارتباك والتشوش، ويفقد الوعي.

حالات صحية قد تتفاقم بسبب الرطوبة العالية..

الربو: عند الإصابة بالربو، تصبح رئتيك أكثر حساسية لعوامل متعددة، أحدها الرطوبة، حيث يمكن أن تؤدي مستويات الرطوبة العالية في الهواء إلى تضيق الشعب الهوائية لدى مرضى الربو، مما يؤدي إلى تفاقم الأعراض، مثل السعال والصفير وضيق التنفس.

مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD): يبذل الجميع جهدًا أكبر للتنفس عندما يكون الجو رطبًا في الخارج، لأن الهواء يكون أكثر كثافة، وتتفاقم صعوبة التنفس لدى المصابين بمرض الانسداد الرئوي المزمن.

أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم: يحتاج القلب إلى ضخ كميات أكبر بكثير من الدم في الأيام الحارة والرطبة للحفاظ على برودة الجسم، مما يُسبب ضغطًا كبيرًا على القلب.

مرض الكلى المزمن: يتطلب التعرق المستمر في الحر جهدًا كبيرًا من الكليتين، إذ تساعدان في تنظيم ضغط الدم وإمداد باقي الجسم بالماء، ويمكن أن يُسبب مرض الكلى المزمن اضطرابًا في هذه العمليات.

داء السكر: قد تتضرر الأعضاء والأوعية الدموية بسبب داء السكر، مما يُصعّب على المريض معرفة متى يشعر بالحر الشديد وتبريد جسمه بفعالية عند الشعور به، مما قد يسبب جفافًا أسرع في الطقس الحار والرطب.

الحساسية: تُهيئ الرطوبة بيئة مثالية لنمو العفن، ويحتفظ الهواء الرطب بحبوب اللقاح وغيرها من المواد المهيجة، إذا كنت تعاني من الحساسية، فقد تلاحظ أن الأعراض تزداد حدة في الأيام الرطبة، أو في الأماكن الداخلية ذات الرطوبة العالية.

طرق للوقاية من المضاعفات الصحية أثناء الرطوبة العالية..

تحقق من مستوى الرطوبة قبل الخروج: مهما كانت خططك اليومية، يُنصح دائمًا بالتحقق من حالة الطقس مسبقًا، خاصةً إذا كنت تخطط لأنشطة خارجية، لأن معرفة توقعات الحرارة والرطوبة تمكنك من تعبئة كمية كافية من الماء وواقي الشمس، والتخطيط لعدد كافٍ من فترات الاستراحة في الظل.

حافظ على رطوبة جسمك: أفضل طريقة للحفاظ على رطوبة الجسم هي شرب السوائل قبل الشعور بالعطش، حيث يمكنك تناول مشروبك مع وجبة خفيفة مالحة، أو اختيار المشروبات المحتوية على الصوديوم الذى يساعد الجسم على الاحتفاظ بالماء الذي تشربه.

تخفيف الأنشطة الخارجية الشاقة: يمكن إعادة جدولة التمارين الرياضية باستثناء السباحة، لأن انتظار يوم أكثر برودة ورطوبة أقل سيحمي صحتك.

اختار ملابس تسمح بمرور الهواء: اختار ملابس فضفاضة، مصنوعة من أقمشة تسمح بمرور الهواء مثل القطن والكتان، لأن ذلك يساعد على تدوير الهواء على البشرة وتبخير العرق بدلاً من حبسه.

استرح قليلاً مع مكيف الهواء أو المروحة: بعد التعرق الشديد في الحر، حتى بضع ساعات فقط في الهواء البارد كفيلة بمساعدتك على التعافي، وتجنب التعرض للمضاعفات الصحية المحتملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى