تقرير درة | فقدان الوزن.. والتخلص من الخلايا التالفة والمتقدمة بالسن

تكبير الخط ؟
يشير خبراء الصحة والتغذية إلى أن أحد أكثر الطرق فاعلية للتخلص من الخلايا التالفة والمتقدمة في السن من جسم الأشخاص، وإعادة تدويرها واستخدامها في صورة مفيدة، هى التي تكون من حلال عملية فقدان الوزن.
ولهذا السبب، أجرى العلماء أول توصيف مفصل للتغيرات التي يُحدثها فقدان الوزن في الأنسجة الدهنية البشرية، وذلك بتحليل مئات الآلاف من الخلايا، وقد وجدوا مجموعة من الآثار الإيجابية، بما في ذلك التخلص من الخلايا التالفة والمتقدمة في السن.
وفي هذا الصدد، سوف نتعرف من خلال هذا التقرير، على كيف يساهم فقدان الوزن في التخلص من الخلايا التالفة والمتقدمة في السن من جسم الأشخاص، بالإضافة إلى طرح الأمور التي تساعد على فهم الدراسة الحديثة ونتائجها، وذلك وفقًا لما ذكره موقع “Medical”.
قارنت الدراسة، التي نشرت في مجلة “نيتشر”، عينات من الأنسجة الدهنية من أفراد يتمتعون بوزن صحي مع عينات من أشخاص يعانون من السمنة المفرطة (مؤشر كتلة الجسم أكثر من 35) ويخضعون لجراحة إنقاص الوزن.
قام الباحثون من مختبر العلوم الطبية التابع لمجلس البحوث الطبية في لندن بالمملكة المتحدة، ومن إمبريال كوليدج لندن، بتحليل التعبير الجيني في أكثر من 170 ألف خلية تشكل عينات الأنسجة الدهنية، من 70 شخصًا.
اكتشفوا، على نحو غير متوقع، أن فقدان الوزن يُحفّز تحلل الدهون وإعادة تدويرها، والتي تُسمى الليبيدات، قد تكون عملية التدوير هذه مسئولة عن حرق الطاقة وعكس تراكم الدهون الضار في أعضاء أخرى، مثل الكبد والبنكرياس.
وأكد الباحثون، إن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسة لتحديد ما إذا كان إعادة تدوير الدهون مرتبطًا بالتأثيرات الإيجابية لفقدان الوزن على الصحة، مثل الشفاء من مرض السكري من النوع الثاني.
وجدوا أيضًا، أن فقدان الوزن يُخلّص الجسم من الخلايا الهرمة، وهى خلايا مُتضرّرة تتراكم في جميع الأنسجة، تُسبّب هذه الخلايا الهرمة ضررًا لأنها لم تعد تعمل بشكل صحيح، وتُطلق إشارات تُؤدي إلى التهاب الأنسجة وتندبها.
في المقابل، وجد الباحثون أن فقدان الوزن لم يُحسّن آثار السمنة على بعض جوانب الجهاز المناعي، ووجدوا أن الخلايا المناعية الالتهابية، التي تسللت إلى دهون الأشخاص المصابين بالسمنة، لم تتعاف تمامًا حتى بعد فقدان الوزن.
وفسر العلماء عدم شفاء الخلايا المناعية الالتهابية، التي تسللت إلى دهون الأشخاص المصابين بالسمنة حتى بعد التعافي، بأنه قد يكون هذا النوع من الذاكرة الخلوية الالتهابية ضارًا على المدى الطويل إذا استعاد الأشخاص وزنهم.
وقال الدكتور ويليام سكوت، من مختبر العلوم الطبية التابع لمجلس البحوث الطبية ومن كلية إمبريال كوليدج لندن، والذي قاد الدراسة: “نعلم منذ زمن طويل أن فقدان الوزن يُعدّ من أفضل السبل لعلاج مضاعفات السمنة، مثل داء السكري، لكننا لم نفهم السبب تمامًا”.
وأشار إلى أن هذه الدراسة تُقدّم خريطةً مُفصّلةً لما قد يُؤثّر فعليًا على بعض هذه الفوائد الصحية على مستوى الأنسجة والخلايا، وأن الأنسجة الدهنية لها العديد من التأثيرات الصحية غير المحسوبة، بما في ذلك على مستويات السكر في الدم، ودرجة حرارة الجسم، والهرمونات التي تتحكم في الشهية، وحتى الصحة الإنجابية.
وتابع ويليام سكوت، نأمل أن تساعد المعلومات الجديدة المستمدة من دراسات مثل دراستنا في تمهيد الطريق لتطوير علاجات أفضل لمرض السكري وغيره، من المشاكل الصحية الناجمة عن زيادة الدهون في الجسم.
من جانبها، قالت الدكتورة فاي رايلي، مسؤولة الاتصالات البحثية في جمعية مرضى السكري في المملكة المتحدة: “بالنسبة لبعض الأشخاص، قد يُسهم فقدان الوزن في شفاء داء السكري من النوع الثاني، لكن فقدان الوزن يُمثل تحديًا، والأساليب الحالية لا تُجدي نفعًا مع الجميع”.
وأشارت إلى أن هذا البحث يُتيح فرصة نادرة للتعرّف على التغيرات التي تحدث في الأنسجة الدهنية أثناء فقدان الوزن، والتي قد تكون أساسية لتحسين الصحة وشفاء داء السكري من النوع الثاني، وقد تتوسع وتشمل العديد من الأمراض.
وتابعت فاي رايلي، من خلال تعميق فهمنا لهذه العمليات، فإن الدراسة قد تفتح الباب أمام علاجات مبتكرة تحاكي تأثيرات فقدان الوزن، مما قد يساعد الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني على إدارة حالتهم أو الدخول في مرحلة هدوء المرض.
يذكر أن، النتائج المستخلصة من تلك الدراسة الحديثة، تساعد العلماء على فهم أفضل لكيفية أن فقدان الوزن يؤدي إلى تحسينات صحية، وهو ما قد يساعد في المستقبل في تطوير علاجات لأمراض مثل مرض السكري من النوع 2.