تقارير اخبارية

تقرير | “الحيلة الخبيثة” لفيروس “كورونا” لإتمام عملية التحور

درة _ قسم التحرير:  

بعد مرور أكثر من عام على تفشي جائحة كورونا المستجد، وعقب طرح أكثر من لقاح ضد فيروس (كوفيد 19) نهاية 2020، حتى تم رصد سلالات جديدة من العدوى، قد تكون أشد خطرًا، وقد لا تنجح اللقاحات التي جرى تطويرها على الوقاية منها.

ورغم ذلك، فإن هذه الطفرات التي شهدها فيروس كورونا المستجد لم تكن أمرًا مفاجئا، بالنسبة إلى العلماء، حتى جرى التحذير من سلالات فيروس تحملُ طفرت صغيرة للغاية، ويحصل تحديدا عندما يتكاثر ويقومُ بإنتاج نسخ من نفسه.

وفيروس كورونا المستجد يميلُ بشكل ملحوظ إلى خلط أجزاء كثيرة وهائلة مما يعرف بالشريط الوراثي “الجينوم” عندما يقوم بنسخ نفسه.

وفي حالة الطفرات الصغيرة، تشهدُ عملية نسخ الفيروس لنفسه، أخطاء بسيطة، وهذه الظاهرة الأشد تعقيدا في عملية نسخ الفيروس لنفسه تعرف بـ”إعادة الربط”.

وهذه الظاهرة تتيح للفيروس أن يتحول بشكل خطير، لكن هذا الأمر قد يكون مفيدا أيضا للعلم، مع مرور الوقت، من خلال المساعدة على تطوير أدوية تكبحُ العدوى وتكبح مساراتها في الجسم.

وفي حالة الطفرات، مثل سلالة ” B.1.351″ التي جرى رصدها أول مرة في جنوب إفريقيا، حصل تغيير في حرف واحد فقط من أصل متوالية جينية طويلة أو ما يعرف بالحمض النووي الريبوزي.

وحصل هذا الخطأ المحدود لأن الفيروس لديه نظام صارم وقوي في تعقب الأخطاء عندما يتعلق الأمر بالتدقيق في شيفرة الحمض النووي الريبوزي، وهذه الطفرات لا تحصل بشكل كبير؛ أما ظاهرة “إعادة الربط” التي أشير إليها سابقا، فتحصل بشكل أكثر شيوعا.

وبدراسة كيفية حصول التكاثر في ثلاثة من الفيروسات التي تنتمي إلى عائلة كورونا، ومن بينها فيروس “سارس كوف 2” الذي يسبب مرض “كوفيد 19″؛ تم اكشاف حدوث تغييرات كثيرة، وهو ما يعزز احتمال ظهور سلالات أكثر إيذاءً للجسم، وفي السلالة التي ظهرت ببريطانيا، مثلا، وجد نحو عشر طفرات ظهرت بشكل مفاجئ.

وإزاء هذه الطفرات المتلاحقة، تساءل باحثون حول ما إذا كان من الممكن أن يصاب الإنسان بسلالتين اثنتين في الوقت نفسه، وهو أمرٌ يرجحُ أنه نادر لكنه قابلٌ للحدوث.

ومن خطورة هذه الظاهرة، أي ما يعرف بـ”إعادة الربط”، أنها تسمح لفيروسين مختلفين من عائلة كورونا، لكنهما من المجموعة التصنيفية نفسها، بأن يتبادلا الجينات فيما بينهما، وهو ما يعني مزيدا من العرقلة لمساعي الخروج من نفق كورونا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى