المجتمع والصحة

تقرير | تطوير اختبارات جديدة للكشف عن فيروس “كورونا” حتى بعد تعرضه للطفرات

درة _ قسم التحرير:  

أعلن فريق من العلماء بقيادة جامعة نانيانج التكنولوجية بسنغافورة، عن تطوير اختبارًا تشخيصيًا يمكنه اكتشاف فيروس كورونا حتى بعد تعرضه للطفرات.

ويسمى الاختبار باسم VaNGuard (Variant Nucleotide Guard)، وهو يستخدم أداة تحرير الجينات المعروفة باسم CRISPR، والتي تُستخدم على نطاق واسع في البحث العلمي لتغيير تسلسل الحمض النووي وتعديل وظيفة الجينات في الخلايا البشرية في ظل ظروف المختبر، ومؤخراً، في تطبيقات التشخيص.

وبحسب موقع “ميديكال إكسبريس” نظرًا لأن الفيروسات لديها القدرة على التطور بمرور الوقت، فإن الاختبار التشخيصي القوي ضد الطفرات المحتملة يعد أداة حاسمة لتتبع الجائحة ومكافحتها.

وقال تان مينج هاو، الذي قاد الدراسة بجامعة نانيانج، “ظهرت آلاف المتغيرات من فيروس كورونا، منذ ظهوره وحتى الآن، بما في ذلك بعض الأنواع التي انتشرت على نطاق واسع في المملكة المتحدة وجنوب إفريقيا والبرازيل ومع ذلك ، فإن اختلافات التسلسل الجيني في السلالات الجديدة قد تعيق قدرة بعض الاختبارات التشخيصية على اكتشاف الفيروس.”

وأضاف قائلاً: “بالإضافة إلى قدرته على اكتشاف كورونا حتى عندما يتحور، يمكن استخدام اختبار VaNGuard على عينات المرضى في بيئة سريرية دون الحاجة إلى تنقية الحمض النووي الريبي وتظهر النتائج في 30 دقيقة. هذا هو ثلث الوقت المطلوب لاختبار تفاعل البلمرة المتسلسل المعياري الذهبي (PCR)، والذي يتطلب تنقية الحمض النووي الريبي في المعمل.”

وقال البروفيسور تان: “الفيروسات ذكية جدًا.. يمكنها تغيير أو تعديل أو خلط موادها الجينية ، مما يعني أن الاختبارات التشخيصية قد تفشل في التقاطها ومن ثم ، فقد بذلنا جهدًا لتطوير اختبار قوي وحساس يمكنه التقاط الفيروسات حتى عند تغيير تسلسلها الجيني. بالإضافة إلى ذلك ، يعد الاختبار المتكرر ضروريًا للمساعدة في كسر انتقال الفيروسات بين السكان، لذلك قمنا بتطوير اختباراتنا لتكون سريعة ورخيصة التكلفة”.

ونُشرت نتائج الاختبار الجديد في المجلة العلمية Nature Communications، وقال الباحثون إن اختبار VaNGuard يعتمد على مزيج تفاعل يحتوي على enAsCas12a، وهو نوع من إنزيم Cas12a الذي يكشف وجود الفيروس.

من جهةٍ أخرى؛ أعلن فريق بحث دولي بقيادة علماء من جامعة أكسفورد، عن تطوير اختبارًا محمولًا للأجسام المضادة التي تقاوم فيروس كورونا، ويمكن استخدام الاختبار، الذي يكشف عن وجود أجسام مضادة لمكافحة فيروس كورونا، للعمل على الدم من وخز الإصبع – مما يجعله سريعًا وسهل الاستخدام، بحسب ما ذكر موقع “ميديكال إكسبريس”.

وقام فريق البحث، الذي يضم علماء من تايوان والهند وتايلاند وفرنسا، بالإضافة إلى باحثين من جامعة المملكة المتحدة وباحثي هيئة الصحة البريطانية NHS، بتجربة الاختبار على مرضى كورونا، ولكنهم يأملون الآن في تكييفه لتحديد أولئك الذين نجحوا في إنتاج الأجسام المضادة بعد ذلك مقابل أولئك الذين قد يحتاجون إلى جرعة معززة.

ويأمل العلماء أيضًا أن يساعد الاستخدام الواسع النطاق لاختباراتهم الباحثين وصانعي السياسات على تتبع مستويات المناعة الوقائية في المجتمع.

الأجسام المضادة عبارة عن بروتينات كبيرة تقفل وتساعد جهاز المناعة في الجسم على محاربة الكائنات الحية المسببة للأمراض، مثل فيروس كورونا الجديد يمكن لكل من العدوى بالفيروس واللقاحات أن تولد أجسامًا مضادة.

هناك بالفعل العديد من الاختبارات التجارية، والتي يمكنها اكتشاف ما إذا كان لدى شخص ما أجسام مضادة لفيروس كورونا الجديد، ولكن هذه الاختبارات باهظة الثمن وعادة ما تحتاج إلى مختبر مركزي لتحليلها وهذه مشكلة خاصة في البلدان منخفضة الدخل.

قال البروفيسور آلان تاونسند، رئيس الدراسة، من وحدة المناعة البشرية في جامعة أكسفورد: “اختبارنا رخيص جدًا في الإنتاج، لذلك نحن نستخدم التمويل الحالي من التبرعات الخيرية لتقديم 10 ملايين اختبار للأغراض البحثية للبلدان التي لا تستطيع تقديمه”.

يعتمد الاختبار على ربط جزء من البروتين الشائك الفيروسي بسطح خلايا الدم الحمراء عند وجود الأجسام المضادة للفيروس، فإنها تكوّن كتلة من خلايا الدم الحمراء هذه الكتلة كبيرة بما يكفي لتراها بالعين.

لا يتطلب الاختبار أيضًا أي معدات خاصة أو يستغرق وقتًا طويلاً لإظهار النتائج، وهو دقيق إنه يحدد بشكل صحيح الأجسام المضادة لبروتينات فيروس كورونا بنسبة 90٪ من الوقت، بمعدل إيجابي كاذب أقل من 1٪.”

وقال البروفيسور تاونسند: “كل ما نحتاج إليه هو خلط كاشف منخفض التكلفة مع عينة دم صغيرة، وتكتل الخلايا الحمراء بعد ساعة واحدة يوضح ما إذا كانت عينة الدم تحتوي على أجسام مضادة لفيروس كورونا الجديد أم لا”.

طور الفريق أيضًا نسخًا جديدة من الكاشف يمكنها اختبار الأجسام المضادة للفيروسات المتغيرة الجديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى