تقارير اخبارية

الدقادوسي في حوار جريء مع “درة” .. كنت متأثر بشخصيات صحفية كنا نراها الأفضل

الخفجي - عبدالعزيز الأحمد:  

بدوي الدقادوسي معلم وكاتب، رسالتي استقيتها من آبائي وأجدادي، وأعطيت هذه الرسالة عمري ولست نادماً على ذلك، مهنة التدريس هي مهنة عشق، ومهنة الكتابة هي مهنة حياة، واخترتهما طائعاً مُختاراً، ولا عجب إذا ذكرت لكم بأن هذا تم مُنذُ نعومة أظفاري، لُقبت بلقب الأستاذ وأنا لم أتم من عمري العام السابع، وكتبت أول عمل أدبي لي وأنا لم أتم من عمري الحادي عشر، لم يكن هناك لحظة فتور أو ضعف أو ندم رغم إنها لاقيت صعوبات ومتاعب.

وفيما يخص الشخصية التي أثرت على بدوي الدقادوسي، في الحقيقة كان نصب عيني أخي الأكبر وهو كاتب ومعلم لمادة اللغة العربية ويعمل بجامعة الأمير محمد بالخبر إلى هذه اللحظة، وهو من زرع بداخلي كل هذا العشق للغة، ثم بعد ذلك عمي وقد عمل سبعة عشر عام في جامعة الإمام بالقصيم وكان معلماً لمادة النحو وعشنا عاشقين لأرض الحرمين الشريفين، وأعتقد أن العائلة كلها عاشت في هذا البلد الطاهر أكثر مما عاشت في مصر.

وبما يخص كيف أرى نفسي في هذا المجال الأدبي، فتح الوطن هنا ذراعيه لكل إبداعاتي ولم ألقى أي متاعب أو مشاكل، مكثت هنا في السعودية سبعة عشر عامًا، وفيما يخص عن المعاناة في البداية ، كل يوم أمر بمعاناة مُنذُ بدايتي إلى هذه اللحظة والمتاعب والمصاعب فأنك تسبح ضد تيار وتجد من العناء ما يصعب أن علي أن أذكره، وبكل شفافية أن تكون هنا بالمملكة و بدولة الخليج الكبرى ويكون كل عملك هو التفرغ للكتابة وتكتفي الحد الكفاف للعيش وهذا وضع يكون غريب، أي بمعنى أخرى أن تكتفي بمرتب مدرسة أهلية لا يكفي للقوت اليومي وتضرب عن أن تُعطي درس أو تتربح من مهنتك فهذا شيء يكاد أن يكون ضرب من الخيال أمام بعض الناس، أن تتفرغ للكتابة والقراءة وأنا لا أعمل عمل إضافي كي أتفرغ للكتابة، وأنا بدأت في حُب الكتابة الصحفية وكنت متأثر في بعض الشخصيات الصحفية التي كنت أراها شخصيات كبيرة كـ” أنيس منصور” وكُتاب كُثر كان هؤلاء هم النجوم الذين نعتقد أنهم حاملين رسالة ، كنا نعتقد ذلك من خلال قراءتنا لهم ، ولكن بعد أن أصبح لي رؤية وبلورة للحياة و الفكر رأيت أن الطموح الديني و اللغوي و الاجتماعي يتنافى مع ما يكتبه هؤلاء ، أي بمعنى أنهم ضد الكُتاب الليبراليين بدايةً من زعماء التنوير لطفي السيد والطهطاوي وطه حسين.

وفيما يخص تحولي إلى كتابة القصص القصيرة فقد وجدت نفسي في كتابة القصص القصيرة ولقد عُرض علي من أحد دور الإنتاج ولكن بشروطهم التي تتنافى مع رأيي وكتابتي للقصة وكان في عام 2017م ، وبصراحة أنا أبطال قصصي وجميع كتاباتي هم الطبقة الكادحة وإلى الآن لازلت محتفظ بهؤلاء الأبطال في جميع كتاباتي وحتى كتاباتي القادمة.

وفيما يخص القصص الجديدة التي سيتم نشرها المجموعة السادسة قريباً سيتم الفسح إن شاء الله ولكن المجموعة الخامسة كانت بعنوان ” السيرة الذاتية للعدم ” هذه بدء نشرها وتوزيعها مُنذُ ما يقارب السبعة أيام الماضية ، و المجموعة السادسة أطلقت عليها ” النهر المالح ” سيتم طباعتها بعد الفسح إن شاء الله ، وإن أحيانا الله ستكون المجموعة الثامنة في عام 2022م ، وبالنسبة للأديب العربي ومكانته عربياً للأسف يُعاني الأدباء في الوطن العربي بشكل عام من تقصير من الجميع ، هـ انا مُنذُ بدايتي في كتابة القصص القصيرة أُنفق من مالي الخاص ومن مرتبي كـ” جوائز” بحكم أنني مشرف لمجموعة لغتي الخالدة في موقع الفيس بوك، تضم هذه المجموعة الستة عشرة ألف عضواً، وجوائزها من دخلي المحدود ولم التمس من أحد أن يتولاها أو يرعاها وهي انطلقت من عام 2010م إلى يومنا هذا.

فيما يخص مشاركتي كـ” عضو لجنة تحكيم” لـ” مسابقة القصة القصيرة” التي انطلقت قبل عامين وجدت المشاركات تتراوح من ممتاز إلى جيد جداً و ضعيف وضعيف جداً ولكن الجميل فيها ، أن القصص التي تم تقييمها بـ ممتاز كانت كبيرة جداً وهذا يدل على أنه لدينا شغف القراءة و الكتابة وأنا أزعم أن الأدب العربي يفوق الأدب الغربي بمراحل في القصة القصيرة.

وفيما يخص الأدب السعودي فهو يلمس ازدهار في شخصيات حية علاقتي بها وثيقة وعلى يد هؤلاء الكُتاب أنتقل الأدب إلى آفاق واسعة جداً حيث عالج قضايا كنت أعتقد بأنه لا يُسمح بتناولها وهي أشياء مسكوت عنها من سنوات فشعرت أن الأدب في المملكة بعد عقد من الزمان سيكون في مكان بعيد جداً من التقدم و تبوء مكانته التي انتزعها الأدباء المغرب العربي الذين انتزعوا الصدارة وبعد عقد الصدارة ستكون للمملكة العربية السعودية وعندي من الشواهد و الأدلة ما يؤكد هذا ، وفيما يخص المكتبة العامة أنا بصراحه لا أُشجع بل أحلم بأن تكون هنا في الخفجي مكتبة عامة وذلك لمكانة محافظة الخفجي التي تربط المملكة بعدد من دول الخليج وأنا من خلال هذا المنبر أبعث برسالة لمن بيده الأمر على أن يكون هنا في الخفجي مكتبة عامة ، وفيما يخص متصدري المشهد التعليمي على مستوى الوطن العربي عامةً ، في الوقت الحالي بصراحه هم ليسوا الأجدر وكل ما التمسه أن توضع الأمور في نصابها و أن يُشرف الكُتاب و الأدباء أو يشاركوا على الأقل في وضع المناهج التعليمية لأن الشعوب و الحضارات يصنعها الأدب.

وفيما يخص مواقع التواصل الاجتماعي هي زادت من القراءة السطحية وليس القراءة العميقة وكيف تتم معالجة هذا الأمر من قراءة سطحية إلى قراءة عميقة ، لابد من أن يتصدر المشهد ” أهله ” من الكُتاب و الأدباء.

وفي الختام أتمنى لصحيفة درة الإلكترونية التوفيق و السداد على يد رجل استشهدت في شخصيته بأمور كثيرة ويكفي أنه رجل صحيح في مكانه الصحيح وهذا ما أدعو إليه على العامة على أن يكون القائد في مكانه الصحيح .

‫6 تعليقات

  1. السلام عليكم / شكراً للكل في صحيفة الدرة على روعة ماسطرتم وتسطرون من المواضيع والاخبار .
    لقاء جميل وثري مع أديب صادق ومبدع ، فنحن فعلاً نفتقد للقراءة المتعمقة التحليلية التي تغوص في عمق الكلمات وتستخرج مافيها من الإبداع ، ولعل ذلك يعود لعمق الوعي ذاته بضرورة التعمق والتفكر في كل مانقرأ ونسمع
    فالسطحية جعلتنا نكتفي بقراءة السطور فقط دون قراءة ما بينها وما خلفها . فعلاً ( لابد من أن يتصدر المشهد ” أهله ” من الكُتاب و الأدباء )
    وفق الله الجميع

  2. استاذنا الفاضل / بدوي الدقادوسي نعم المربي الفاضل والكاتب المتفاني الذي لا يكل ولا يمل من الكتابة . جعل الله هذه القصص والكتابات في ميزان حسناتك

  3. شكراً لصحيفتنا ” درة ” على مثل هذه الحوارات الجميلة والتي تُضفي وتثري القارء و المتصفح وتترك لديهم فائدة ومعلومة قيمة
    وبخصوص أ. بدوي الدقادوسي : حقيقة حرام يكون عندنا بالخفجي مثل هالاديب ولا يكون له اهتمام وتقدير ، ولو بحثنا عن ادباء في الخفجي سنجد ولكن بلا اهتمام
    شكراً لصحيفة درة هذه اللفتة الطيبة منهم لمثل هؤلاء الادباء
    اخص بالشكر أ.عبدالعزيز الاحمد ، الإعلامي المميز دائماً يختار تقاريره و مواضيعه بكل عناية واهتمام

  4. أشكرك أخي الحبيب خالد الحربي على هذا التعليق الراقي مثلك . نخن بحاجة لمثلك ممن يقولون القول فيتبعون أحسنه . كل عام وانتم بخير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى