المجتمع والصحة

تقرير | أضرار هواء الخريف.. وكيفية علاج الحساسية الناتجة عنه

درة - قسم التحرير:  

يبدأ فصل الخريف بعد انتهاء فصل الصيف ويأتي بعده فصل الشتاء، وتقلّ درجات الحرارة في هذا الفصل تدريجيًا، حيث تبدأ أوراق الشجر بالتساقط ومن المعروف ما تفعله النباتات الخضراء في البيئة من امتصاص لثاني أكسيد الكربون وإطلاق الأكسجين الذي تحتاجه جميع الكائنات الحيّة إلى جانب أن الأشجار والنباتات الخضراء تعتبر غذاءً ومأوىً للكثير من المخلوقات ومن ضمنهم الإنسان.

ففي بداية الخريف يخف سطوع أشعة الشمس التي تعتبر من الأمور الباعثة للأمل في النفس، وبالتالي يشعر الشخص بالقليل من الكآبة وتقلب المزاج؛ حيث يتلاشى اللون الأخضر وتتجرَّد الأشجار من حلتها فتبدو هرمةً كئيبةً وهذا يؤثّر على نفسية الأفراد بنسب متفاوتة حسب طبيعة كل منهم واستعداده للتغيرات.

كما يحدث فيه انسحاب بعض فصائل من الحيوانات والحشرات إلى مستعمراتها استعدادًا للبيات الشتوي ما يعطي البيئة جو من الفراغ والخلو، فيشعر الفرد وكأنها خلت من الحياة، ولكن سرعان ما يتلاشى هذا الشعور عندما يأتي فصل الشتاء وانهمار المطر الذي يروي الأرض والشجر والبشر.

ويحذر المختصون في بداية فصل الخريف من النوم والجلوس فترةً طويلةً بالهواء الطلق؛ لأنه يؤثر على طاقة الإنسان بحيث يسبب خللًا بالتوازن الداخلي للهرمونات ما يؤثر على مزاج الإنسان وعدم الشعور بالراحة، إلى جانب كثرة الأمراض في هذا الفصل بسبب تأثير هواء الخريف السلبي على الجهاز المناعي للجسم ما ينتج عنه تساقط للشعر بشكل كبير.

أضرار هواء الخريف..

قد يعتقد بعض الناس بأنّ الحساسية التي تصيبهم سببها هو فصل الربيع فقط، أو أنّ الحساسية التي تصيب الجميع مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بهذا الفصل من السنة فقط؛ وذلك بسبب انتشار غبار الطلع الناتج من الأشجار في هذا الفصل تحديدًا، ممّا يؤدّي إلى إصابة البعض بحساسية عند استنشاقه، ولكن يجدر التنويه إلى أنّ العديد من الناس يعانون من الحساسية في فصل الخريف أيضًا حيث يختلف سبب حدوثها عن فصل الربيع ولا يبرز دور غبار الطلع الناتج عن الأشجار في حدوث حساسية فصل الخريف بتاتًا.

ولكنّ السبب الكامن وراء ظهورها هو وجود الأعشاب والحشائش الضارّة، وخصوصًا عشبة الرجّيد أو الدمسيسة، وبسبب حبوب اللقاح من هذه الأعشاب والحشائش من الممكن أن يصبح هواء الخريف مُسببًا للحساسية، إذ تلعب هذه الأعشاب والحشائش دورًا أساسيًا في الإصابة بحمّى القش، أو كما يُعرَف بالتهاب الأنف التحسّسي خلال أواخر فصل الصيف، وبدايات فصل الخريف، وتعتمد الإصابة بها أيضًا على مكان العيش أو السكن.

وقد يسبب الخريف أنواعًا عديدةً من الحساسية، ومن الأمثلة على هذه الأنواع ما يأتي:

(حساسية الشوك، حساسية نبتة الميرمية، حساسية عشبة الرجّيد، حساسية عشبة الجنبة، حساسية عشبة الأمارانث، حساسية العشب الخشن، حساسية الغبار النّاجم عن العث.، حساسية الوبر والفراء النّاجم عن الحيوانات الأليفة، كالقطط).

كيفية التعامل مع حساسية الخريف:

إنّ الأعراض التي تظهر على الإنسان نتيجة إصابته بالحساسية، منها حساسية الخريف، تتضمّن الشعور بحكّة في الحلق، واحمرار ودموع في العين، والشهيق، والعطاس، إذ إنه عند بدء أوراق الشجر بالتساقط وبدء ميلان الجو للبرودة قد يتسبب العشب الضار أو الحشائش المسؤولة عن حساسية الخريف بنفس الأعراض التي ذُكرت سابقًا.

ولعلاج هذه الأعراض والحساسية أو كيفية التحكم بها كما يأتي:

التخلص من عشبة الرجّيد، إذ إنّ العشبة الواحدة منها تقوم بإنتاج عدد حبوب لقاح يصل إلى بليون خلال الموسم الواحد، وتزهر هذه العشبة خلال شهر 8، ولكن لا تبرز أعراضها بوضوح إلا في فصل الخريف.

وللتحكّم بأعراض الحساسية الناجمة عنها يجدر البقاء داخل المنازل أو المباني قدر الإمكان خصوصًا في الأوقات التي تكون منتشرة فيها هذه الحبوب في الجو بأكبر قدر ممكن، وهو تقريبًا من منتصف الصباح وحتى بداية المساء، وفي حال اضطرّ الشخص للخروج، ينصح بارتداء كمامة لتُنقّي الهواء من غبار الطلع.

كما يُنصح بإبقاء نوافذ البيت والسيارة مغلقة بإحكام، وارتداء الأحذية والمعاطف قبل الذهاب للخارج، وتنظيف السجاد بانتظام، كما يجب غسل الملابس والبياضات باستمرار وبانتظام، ولا ينصح بنشر الملابس خارج المنزل خلال هذا الوقت أيضًا، إضافة إلى تحميم الحيوانات الأليفة باستمرار، خصوصًا تلك التي تقضي وقتًا خارج المنزل.

تنظيف المناطق التي تكون عليها عفن فطري، فهي قد تنمو في الخارج وفي داخل المنزل، وتنتشر كغبار الطلع عبر الرياح أو الهواء الداخلي، ثم تنمو على الأوراق المتساقطة في الخريف.

وللتحكّم بهذا العفن يجب جرف الأوراق المتساقطة وإزالتها من الحديقة الخاصة بالمنزل، وإبقاء النفايات والسماد الخاص بالحديقة بعيدًا عن المنزل، وينصح بارتداء كمامة خلال عملية إزالة وتنظيف الأوراق، كما ينصح باستخدام جهاز مزيل للرطوبة في المنزل وفي المناطق التي قد ينمو فيها العفن.

وينصح كذلك بتنظيف الحمامات والمطبخ بانتظام باستخدام الخل أو أي مادة مضادة للعفن لتجنّب نموه. التخلص من الغبار الذي ينتج من العث، وهي حشرات مفصلية مجهرية تتغذّى أساسيًّا على رقائق جلد الإنسان التي تتساقط طبيعيًا حول المنزل، وتموت هذه الحشرات عند تعرّضها لدرجة حرارة مرتفعة أو إذا كانت رطوبة المكان أقل من 70%.

وللتحكم بها وتقليلها يجب تنظيف فتحات الهواء الخاصة بتدفئة المنزل قبل تشغيلها لأول مرة بعد الصيف، وينصح بتغطية الفراش والوسائد بأغطية مقاومة للغبار، إذ إنّ العث يُفضّل البقاء في غرف النوم، كما يجب غسل الفراش في ماء ساخن، وتنظيف الغبار وتكنيس المنزل بانتظام. تنظيف وبر الحيوانات الأليفة وفروها، إذ إنّها تتكوّن من جلد ميت، والذي يتساقط من الحيوانات في أنحاء المنزل، ويعاني حوالي 40% من الناس موسميًا من حساسية القطط أو الحيوانات الأليفة.

وللتحكم بها ينصح بتجنّب الاحتكاك مع فرو الحيوانات خصوصًا القطط والكلاب، ويجب تنظيف وغسل الحيوانات بانتظام، وارتداء كمامات أثناء ذلك لتجنب الإصابة بالحساسية، كما ينصح بإبقاء الحيوانات في مناطق مخصصة لها في المنزل، وإبقائها بعيدةً عن الأثاث، واستخدام مُنقّي للهواء لتنظيفه من المواد الناتجة عن الحيوانات والتي تسبب الحساسية.

التأثيرات الإيجابيّة للخريف على الصحة:

كما يوجد العديد من التأثيرات السلبية للخريف على صحة الإنسان، يوجد في المقابل العديد من التأثيرات الإيجابية له على صحته وعلى صحة جهازه المناعي، ومن هذه التأثيرات ما يأتي:

إنّ الخروج في فصل الخريف يعزّز المزاج العام للإنسان، والذي يساعد مباشرةً في رفع أداء الجهاز المناعي. قد يساعد الهواء البارد في الخريف في رفع مستوى عمليات الأيض في جسم الإنسان، كما يعزز الدورة الدموية مما يساعد في إبقاء درجة حرارة الجسم دافئة، وينشط ويُعزّز مناعته. قد يُقلّل الهواء المنعش والبارد في الخريف من فرص تعرّض الإنسان للجراثيم والفيروسات، مثل البرد والإنفلونزا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى