مدار الأفكار ..أطماع الضباع

بقلم / عبدالعزيز سليمان الفدغوش  

إن جذور أطماع العراق بالكويت تمتد إلى بداية ترسيم الحدود بين البلدين وفقا لاتفاقية لندن بتاريخ 29 يوليو عام 1913م والتي تم اعتمادها رسميا عام 1932م إلا أن الملك غازي أقدم وعبر إذاعته في قصر الزهور على توجيه بث خاص للدعاية والتحريض ضد الكويت وأسرة الحكم فيها وفي عام 1939م أصدر أمره باحتلالها ولكنه قتل في ظروف غامضة ولم يتحقق مراده وفي العهد الجمهوري توالت حوادث الاختراقات والاعتداءات والأطماع بضم الكويت للعراق ففي عام 1961م وبعد إعلان استقلال دولة الكويت بخمسة أيام صرح رئيس الوزراء العراقي عبدالكريم قاسم في مؤتمر صحفي بأن ( الكويت جزء لا يتجزأ من العراق ) وعندما أطيح به في انقلاب عسكري وقُتل عام 1963م قامت الحكومة الجديدة بالتأكيد على اتفاقية الحدود بين البلدين وعند وصول حزب البعث العراقي إلى السلطة في 17 يوليو عام 1968م وتولى الحكم أحمد حسن البكر اتجهت العلاقات بين الكويت والعراق إلى التدهور إثر تكرار مطالبة العراق للكويت بالتنازل عن جزيرتي وربة وبوبيان وقد رفضت الكويت التنازل عن أي شبر من أراضيها فازدادت العلاقات بين الطرفين توترا وفي 20 مارس 1973م هجمت قوة عراقية على مركز الصامتة الحدودي واحتلته وقتلت اثنين من رجال الشرطة الكويتيين ثم قامت قوة من الجيش الكويتي بطرد المعتدين وإعادة المركز إلى سابق عهده واستمرت الادعاءات والمشاكل الحدودية بين البلدين حتى جاء عهد صدام حسين وبالرغم من جميع المواثيق والمعاهدات الموقعة بين البلدين إلا أنه بمجرد انتهاء حربه مع إيران عام 1988م والتي عصفت بالمنطقة على مدى ثماني سنوات حتى بدأت الادعاءات والافتراءات والمطالبة بضم الكويت للعراق وحدثت الطامة الكبرى بالغزو الغاشم واحتلال الكويت في الثاني من أغسطس عام 1990م ضاربا بكل قيم القومية العربية والأخوة الإسلامية عرض الحائط وبفضل من الله ثم مساعدة الدول الشقيقة والصديقة تحررت الكويت في 26 فبراير عام 1991م وصدر قرار مجلس الأمن رقم ( 833) بشأن ترسيم الحدود بين البلدين والذي اعترفت به العراق عام 1994م ومن خلال هذه الأضواء على تاريخ الأطماع العراقية في الكويت نلاحظ أن لعنة الغدر و(حوبة) الكويت تلاحق كل من يتعرض لها بسوء فينتهي به المطاف إلى السعير وبئس المصير فالملك غازي هدد الكويت وطالب بضمها للعراق وتوفي بعدها بحادث غامض وكذلك عبدالكريم قاسم جدد المطالبة بضم الكويت وأطلق حملة دعائية وأغتيل بعدها في انقلاب عسكري وأحمد حسن البكر هاجم مركز الصامتة وقتل اثنين من منسوبي الداخلية فأزيح عن السلطة بحجة مرضه ونفي من بلاده وصدام حسين غزا الكويت وأزهق الأرواح ودمّر الممتلكات فخلع من الحكم في 2003م وتم اعدامه عام 2006م وبفضل من الله لا زالت كويت الخير والسلام تنعم بالأمن والاستقرار والخير والإزدهار .

يا دار لو ضدك هَـدَر كلّ طمّـاع
لا بد مـا يرغي بتركيع وخضـوع

شفنا عِـدَاك بذلّ تَخْنَع وتنصاع
وأنتي بعزّ وخـير والـرأس مرفوع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى