مرحلة التشرد الفكري ٣ – نسخ ولصق

د. زبيدة صالح  

منهجية ” النسخ و اللصق ” من عجائب الدُنيا التي سترى فيها كل أنواع العجب في مرحلة التشرد الفكري. نسخ المرفوض من المقبول والعكس على حسب المصلحة العامة أيً كانت. يريدون منك أنت من تبدأ ، أنت من تفتح الأبواب ، باب الوقت ، باب المكان ، باب العلاقات و المعارف ، باب المظهر لينسخوها و ويلصقونها لغيرك. المُسْتَعْطٍين ينسبون لكل مُقلد، أو غيور، أو ناسخ، أو خاوي ؛ كل قدراتك . بطريقة معينة يسرقون منك ملامح لحظة الإنجاز مع درساً مُقنعاً بصدمه ؛ أنهُ ليس أنت . ماهي هذه مرحلة؟ مرحلة نسخك و لصقك لشخصاً آخر لتتم طباعته منك بشكلاً كامل ، ما الهدف منها ؟ اولاً،ليتم الاستغناء عنك “تدرجياً”. ثانياً ،لتوضيح أنك لست المصدر الحقيقي أو واقع الحدث . تباعاً لذلك ؛ يصبح الشكر ليس لك، بل لهم . و هذا المبدأ جزءً من “لعبة “أنك لأتفهم ،لا تعلم،أنت غير موجود ، حتى يثبتوا استحقاقها لمن ليس لديه من الأساس مقاييس ومعايير المعرفة ؛ لماذا ؟ أولاً؛ لأن مصلحتهم ليست معك ، ثانياً ؛ ليخلقوا لأنفسهم سبباً لرفضك. المشردين عقلياً ضائعين لا يعرفون قيمة الفكر الحلال من الحرام. إن التقيت بهم في مجلس اجتماعي تجدهم يتكلموا عن أنفسهم بطريقة غير واقعية . كيف تتعامل معهم ؟ أولاً؛ لا تتكلم بتفاصيل عن أي موضوع ، ثانياً؛ لا تتكلم عن نفسك “بأسلوب مُعبر”، وإن أُجبرت ؛ أختصر الحديث، ثالثاً؛ لا تنظر إلى أعينهم عند ردك على أي سؤالً منهم . دائماً يحاولون تحويل أي شخصية مهمة و غير عادية إلى فوضى ومسخرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى