مهارة تحديد نموذج التدريس

بقلم / وداد محمد عقيل الحربي طالبة ماجستير  

المقدمة:
اهتم التربويون في المناهج وطرق التدريس بتطوير وتحسين العملية التعليمية، ومن خلال الدراسات والأبحاث التي قاموا بها حتى وصلوا الى بناء نماذج جديدة ومختلفة للتدريس، وهذه النماذج تحول وتنظم للآخرين أفكار أصحابها وأساسيات التعلم والعوامل التي تسهل عمليتي التعليم والتعلم.
مفهوم نموذج التدريس:
معنى نموذج باللغة: النماذج جمع نموذج والنموذج هو المرجع الذي يقاس عليه ما هو من جنسه، أي مثال يُقتدى به، أو مثال يُعمل عليه الشّيء.
يعرف جامل (2000) التدريس بأنه” مجموعة من النشاطات التي يقوم بها المعلم في موقف تعليمي لمساعدة المتعلمين في الوصول الى اهداف تربوية محددة، ولكي تنجح عملية التدريس لا بد من توفير الوسائل والإمكانات واستخدامها بطرائق وأساليب متبعه للوصول الى أهدافه”.
وقد أكد على ذلك زيتون (1424) حيث عرّف نموذج التدريس بأنه” مجموعة من العلاقات المنطقية قد تكون في صورة كمية او كيفية تجمع معا الملامح الرئيسية للواقع الذي نهتم به أو أنه طريقة لتمثيل ظواهر معينة في علاقاتها او شكل تخطيطي يتم عليه تمثيل الأحداث أو الوقائع والعلاقات بينهما وذلك في صورة محكمة بقصد المساعدة في تفسير تلك الاحداث او الوقائع غير الواضحة أو غير مفهومة “.‏والنماذج في عملية التنظير وظائف متعددة منها: المماثلة، والاستدلال، والتفسير، وتكوين صورة ذهنية واضحة عن المجال الذي تعالجه تلك النماذج.”(ص.237)
وفي ذات السياق يعرّف (بروس جويس وإم ويل) نموذج التدريس:
بأنه الخطة أو النمط الذي يمكن استخدامه في تشكيل المناهج، وتصميم المواد التعليمية، ولتوجيه التدريس في غرفة الصف وأماكن أخرى. ولهذا فهو يعطي النموذج مفهوما واسعاً يضم تطوير المنهج والمادة التعليمية وكذلك طرائق التدريس.
ولتوضيح ذلك تشير الباحثة إلى نشأة نماذج التدريس:
حيث ذكر زيتون (1423) نشأة نموذج التدريس قدمت في البداية بواسطة جويس وويل عام 1986 من خلال وثيقة المعلم المبتكر –برنامج لأعداد المعلمين – ففي عام 1972 أصدر جويس وويل وثيقة نماذج التدريس التي وصفت عددا كبيرا من النماذج بالتفصيل وقد تم تحديث هذا الوصف في طبعتين عام 1986-1980 وأضيف لها وصف توسعي، حتى إننا لدينا الان أكثر من 24 نموذجا للتدريس مدعما بوصف تفصيلي وامثلة وتوضيح للخطوات.
وخلاصة القول فإن نموذج التدريس عبارة عن نمط معين من التعليم متماسك، شامل ومتعارف عليه، كما أنه أداة للتفكير في التدريس داخل الفصل إذ يحوي مجموعة من المفاهيم المرتبة بحرص لتوضيح ماذا يفعل المعلم والتلاميذ داخل الصف وكيف يتفاعلون وكيف يستعملون المواد التعليمية وكيف تؤثر هذه الأنشطة على ما يتعلمه التلاميذ. (ص،237)

ولتوظيف ذلك لابد من ذكر خصائص نموذج التدريس:
حيث يرى علي (1432) أن نموذج التدريس يتصف بعدة خصائص وهي:
1.يبنى نموذج التدريس على مجموعة من الافتراضات والمسلمات المقبولة بدون برهان.
2.ينطوي نموذج التدريس على مجموعة من القواعد والمبادئ التي تحكم العلاقات القائمة بين مفاهيمه أو مصطلحاته المختلفة.
3.تؤدي مسلمات نموذج التدريس ومفاهيمه وعلاقاته الى بناء فرضيات منبئة تمكن المعلم من اتخاذ مجموعة إجراءات يتحقق بواسطتها من صدق النموذج التدريسي وفعاليته.(ص.164)
ولتوضيح ذلك تشير الباحثة إلى معايير اختيار نموذج التدريس:
يرى علي (1432) بإن اختيار نموذج التدريس لا يتم عشوائيا، وانما هناك بعض الشروط والمعايير التي تحكم هذا الاختيار، من هذه المعايير ما يلي:
1.أهمية النموذج ودورة في تذليل صعوبات التعلم.
2.دقة ووضوح افتراضات النموذج ومصطلحاته.
3.تضمين النموذج للحد الأدنى للافتراضات والمصطلحات البسيطة المعقدة.
4.شمولية النموذج لمعالجة أكبر عدد ممكن من متغيرات العملية التعليمية التعلمية.
5.امكانية ترجمة النموذج الى إجراءات محددة قابلة للملاحظة والقياس.
كما لاحظت الباحثة أن من أهمية تحديد نماذج التدريس الاتي:
تبني بيئة تدريسية فعالة تحتوي على أهم العناصر التي تقوم في تطوير التدريس. –
– تساعد المعلمين على فهم الوظائف والمهام المطلوبة منهم بشكل جيد ضمن بيئة التدريس.
تمكن المعلمين من الاستفادة من كافة المهام التي تؤثر على نظام التعليم.-
– تساعد على تقديم الدعم للمعلمين في اختيار نموذج التدريس الجيد للبدء بتطبيقه في الصف المدرسي.
وحتى تتضح الفكرة تم تحديد نماذج التدريس في الأدب التربوي إلى أربعة نماذج رئيسة وفيما يلي ملخص لهذه النماذج: (Joyce and Weil, 1986 ):
أولاً: نموذج معالجة المعلومات:
يركز هذا النموذج على اكتساب وإتقان ومعالجة المعلومات، إذ إن الأساس في هذا النموذج التركيز على الوظيفة المعرفية للطالب.
ثانياً: نموذج التعلم الذاتي:
يكون التركيز في هذا النموذج على تطوير مفهوم الذات لدى المتعلم، وهذا يتضمن تطوير الطرق التي يستخدمها المتعلم في بناء وتنظيم ذاته الخاصة. إن التركيز على مفهوم الذات القوي والواقعي يساعد المتعلم على بناء علاقات الاتصال والتواصل مع الآخرين، ومع البيئة التي يتفاعل معها.
ثالثاً: نموذج التفاعل الاجتماعي:
يركز هذا النموذج على بناء العلاقات الاجتماعية بين الأفراد والجماعات. والأساس في هذا النموذج العمل على تحسين قدرة المتعلمين على التفاعل والانخراط مع الآخرين ضمن بيئة ديمقراطية، والوصول بالمتعلم إلى فرد منتج في مجتمعه.
رابعاً: النموذج السلوكي:
يركز النموذج السلوكي على تغيير السلوك الظاهر للمتعلم ليتناسب مع مفهوم الذات لديه. وكنتيجة مبنية على أساس نظريات المثير والاستجابة / التعزيز، يركز النموذج السلوكي للتدريس على تقسيم مهمات التعلم إلى سلسلة من مهمات التعلم الصغيرة على شكل سلوكيات ومهمات متتابعة.
إن نماذج التدريس المذكورة ليست بالضرورة النماذج الحصرية للتدريس. ويمكن لوحدة تدريسية أن تبنى على أكثر من نموذج، ويمكن لدرس واحد كذلك أن يعتمد على أكثر من نموذج للتدريس.

وبناءاً على ذلك ذكر زيتون (1423) بعض نماذج التدريس وتصنيفاتها من أهمهانموذج تايلر حيث يعكس الفكر النظري للمنهج متضمناً الابعاد الثلاثة السابقة (المتعلم –المجتمع-المادة الدراسية) مع التركيز على المتعلم. (ص،435)

الخاتمة:
ان تحديد نموذج التدريس يساعد المعلم من بناء بيئة تدريسية نشطة تحتوي على أهم مقومات تطوير التدريس، كما يساهم في تطوير أدوات المعلم أثناء إيصاله للمعلومة ويهدف الى تنمية مهاراته الخاصة أثناء التنفيذ، كما يجعل من المعلمين متمكنين في فهم وظائفهم ومهامهم المطلوبة التي تضمن لهم بيئة تدريسية جيدة وتساعدهم على تطبيقه وتفعيله داخل الصف الدراسي.

إشراف
أ.د. حمد عبدالله القميزي
أستاذ المناهج وطرق التدريس
جامعة الأمير سطام بن عبد العزيز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى