ظل الوالدين

بقلم / عيده العنزي  

في الآونة الأخيرة ازدادت قضايا وتساؤلات حول رعاية الوالدين ومن المسؤول عن رعايتهم من الأبناء،قصص حزينة استأثرت في القلوب واستنكرتها العقول موضوع يستحق أن تسلط عليه الضوء. في بداية خلق البشرية خلق الله النبي آدم -عليه السلام- وزوجته حواء، لتبدأ معهما قصة تكاثر البشر في الأرض. فنشأت منها العلاقات الإنسانية ،من أقدس العلاقات الإنسانية التي روابطها لا تنتهي علاقة الوالدين مع الأبناء، جذور عاطفية مشتركة بداية نموها أب وأم. تسقى أوراقها من مشاعر أبوية صادقة حتى تكتمل وتصبح شجرة مثمرة عنوانها “الأسرة ”
ثمارها أبناء وبنات ستليهم أحفاد يعمرون الأرض ويحتضنون تلك الشجرة الجميلة في حياتهم، يستظلون تحت ظلالها فيتخلل ثمار أحفادهم دماء طاهرة تحمل صفات وراثية.تحت ظل شجرة الوالدين يشاهدون الفصول الأربعة.
بعد انقضاء السنين والأيام يأتي يوم أشعة الشمس فيه تخترق أوراق الشجرة يبين اصفرارها يشحب لونها، تفقد قدرتها على الوقوف فتتساقط أوراقها معلنة فصل جديد عنوانه “شيخوخة الوالدين”
هنا يتطلع الأبناء إلى والديهم شاهدين على عجزهم البائن اجساد آبائهم هرمة، شجرة أسرتهم أعوج جذعها أو ربما كسر. تقل مناعتهم ليصطادها أي مرض عابر. منهم من يموت ومنهم من يبقى يناضل لما تبقى من عمره.
هنا فقط تتراجع خطوات الأبناء رويدا رويدا منهم من يشد رحاله متحججًا بأمور دنيوية متناسيًا واجبًا دينيًا ومعروفًا يجب أن يرد، ومنهم من يهرول إليهم مسرعًا ليشد ساعدهم ويحتضن آلامهم، يدعي القوة وقلبه يعتصر ألماً على والديه محاولا الإحسان والتقوى فيما تبقى من عمر والديه، هكذا تخلع حقيقة المرء ثوبها المستعار كاشفة عن ابن بار وآخر عاق. أن حقوق الوالدين قضية أساسها قيم تكررت في القرآن والسنة النبوية حتى تقررت في مبادئنا رعاية واجبة دون استثناء.
إن البر بالوالدين غاية لا تنتهي حتى بعد وفاتهم تبقى سبيل طيب لا ينتهي.
(قال الرسول ﷺ: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)
فهنيئا لكل شخص شهد على حياتهما أو أحدهما فأحسن صحبتهم هنياً لك لما ستجنيه من خير وبركة وأبواب رزق لاتنتهي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى