أهمية المكان في الرواية

بقلم / حمود الصهيبي  

لم يكن المكان ذو أهمية من قبل في الرواية غير المكان الواقعي ومع الرواية الجديدة حضر النقاد بدعمهم لها ولم ينتبه لها إلا عندما كتب “غاستون باشلار ” كتابه في جمالية المكان ودراسته والعناية بهِ الذي اعتبره صانع للأحداث فهناك روايات أحداث وروايات شخصيات ورواية أمكنة والمكان كما يقول باشلار هو كل شي يعجز عن تسريع الذاكرة , فحضور المكان في الرواية ليس تحصيل حاصل وإنما له دلالاته الرمزية وابعاده المختلفة , وهو عنصر اساسي في الرواية بمعزل عن الذات المدركة , فوظيفة المكان في الرواية لا يخرج عن وظيفتين أما ان يكون حاضن للأحداث او منتج للأحداث , وللمكان اربع انواع في الرواية كما حدده الناقد الأدرني (غالب هلسا ) هي المكان الهندسية يتم تحديدة بابعادة الهندسية وهو الواقعي والمكان المجازي اطار خارجي للشخصيات والمكان كتجربة معاشة تعشه الشخصيات واخيرا المكان المعادي مثل السجن , والذاتية هي المرجع للرؤى , لما تمتلكه من خصوصية تختلف عن غيرها من الخصائص الآخرى في الرواية وهي الطبيعة المادية والحسية التي يمتلكها المكان – اي مكان – والفرق بين البنية السطحية وبنية عميقه اي الملموسات والمحسوسات وتحويلها من الأطار الواقعي إلى اطارها التخييلي ,وتنادي بشعرية المكان وهي تتبع المدرسة الشكلية الروسية وهي تنادي بإدية الأدب يتضمن صور ورموز وخيالات وغيرها وكذلك التقاطب الذي يتضمن عنصرين متعارضين مثل المكان الواسع والمكان الضيق , وميزته ليس لانه المسرح التي تجريء عليها الأحداث , بل يتشكل فضاء كبير يحتوي على جميع عناصر الرواية , الزمان الحدث الشخصيات , ويمنحها المناخ التي تتفاعل يكون المساعد على بنية الرواية ورؤية المؤلف , والمكان ليس بضرورة أن يكون المكان الخارجي الواقعي حتى وأن أتسمت بها , بل هو مكان تخييلي , مكان اللفظ المتخيلي صنعته اللغة وهي المنوطه في خلق للغتها , فهي تتلخص في شكل صورة تخييلية الصياغة فيها الجمال الأدبي , إذاً “المكان” في الرواية يعتبر مسرحاً للأحداث والحيز الذي يتحرك ويعيش فيه شخوص الرواية فتنشأ العلاقة المتبادلة بين المكان والشخوص فتُمنح الرواية خصوصيتها، وأن كل نص سردي ناجح له دلالاته المكانية وهي أول ما يشد القارئ للرواية. في الرواية الواقعية يعتمد الروائي على صورة واقعية لصورة المكان تطابق بصورة لمكان الروائي بالواقع , فتختلف صورة المكان بإختلاف المذاهب الادبية ففي الرواية الواقعية او تيار الوعي يختلف المكان عنها بالواقعية السحرية , ولكن في الرواية الجديدة المكان يعتبر مشارك للعناصر في تشكيل الدلالة السردية ويكون له أصالة , الوظيفة الإيهامية هي التخييلية في الرويات المكانية .
الوظائف التي يخرج إليها المكان هي ثلاث وظائف ,أما الوظيفة الزخرفية او الوظيفة التفسيرية او الوظيفة الإيهامية (التخييلية ) التي تمنح المكان وظيفته السردية , ويعد البعد المكاني مرتبط بالبعد الأنساني والبعد النفسي على حدٍ سواء , فممكن يتحول البيت إلى سجن , المكان يتحول في الرؤية الحدثية وما بعد الحدثاوية من الأطار الخارجي إلى الطارالداخلي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى