مها العزيز تكتب لـ”درة” | أشد أنواع الظلم ..هضم الحقوق

بقلم / مها العزيز  

أصبح هضم الحقوق في زمننا الحالي أسهل من شربة ماء فقد تساهل البعض في ذلك متغاضين ماينص عليه ديننا من العدل والإنصاف واعطاء كل ذي حق حقه حتى باتت مقولة ( فلان هُضِمَ حقه ) أو فلان هضم حق فلان تتردد فيما حولنا ومفهومها هو السطو او سرقة حقوق الناس بدون أدنى ملامة ضمير ، وهضم الحقوق لا ينحصر في الجانب المادي فقط ولكنه الأغلب ذو التأثير الكبير في الحياة فمسألة هضم الحقوق ليست هينة ولها أبعاد وزوايا مختلفة فدينياً يحرم سلب حقوق الآخرين بدون وجه حق ومجتمعياً ذلك يهدم الأواصر ويخل بإستقرار المجتمعات ،.
من مظاهر سلب الحقوق هو مانسمع ونشاهده من قضايا المحاكم والتي بلغت اعلى نسبة فيها قضايا النزاع على الإرت والتنازع عليه ومحاولة الاستيلاء على اكبر قدر منه بدون النظر الى من يهضم حقه
أصبح المال هو الهاجس الأكبر لدى البعض متغاضين به عن أي أواصر علاقات أو أرحام تربطهم بالآخرين واصبح التساهل بهذا الأمر أمراً شبة عادي لدى البعض وذلك بسبب ضعف الوازع الديني وعدم النظر إلى اهمية الموضوع ، فديننا قد حرم سلب الحقوق بدون وجه حق وحرم الله سبحانه وتعالى الظلم على نفسه ومن أقسى و أشد أنواع الظلم هو ان تسلب من صاحب حق حقه ثم تفتخر بعملتك تلك وكأنك قد ملكت الكون والحقيقة انك ملكت الهوان بفعلتك فإن لم تحاسب عليها بالدنيا فلك يوم وستحاسب على عملك فحقوق الله مرتبطة بمشيئتك سبحانه أن شاءٍ غفر لك ولكنها حقوق العباد التي لا يغفرها الله وتكون بينك وبين العبد تحاسب عليها وتكون معلقة إلا إذا سامحك به من تطاولت عليه او هضمت حقه فاتقوا شر الظلم وهضم الحقوق فإن دعوة المظلوم مستجابة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى