مها العزيز تكتب لـ”درة” | العلاقات … من المؤذية الى الذكية
الإنسان اجتماعي بطبعه ويرتبط بمن حوله بعلاقات بمسميات مختلفة منها علاقات القرابة ، الصداقة ، العمل ..
بعض العلاقات تكون مؤقته نتخلص منها او تنتهي مع مرور الوقت و تكون في الأغلب اختيارية ذات مدى قصير او طويل ، كمثل علاقات العمل او المصالح تنتهي بإنتهاء العمل او المصلحة او بسوء تفاهم او اختلافات ويسهل التخلص منها ومن تبعاتها و قد تنقطع تماماً .
ولكن هناك نوع آخر من العلاقات وهي العلاقات اللاختيارية والتي لا نستطيع الفكاك او التخلص منها مهما كانت مؤذية او مدمرة لنفسيتنا وقد نواجه بسببها مواقف صعبة في الحياة و تلك هي علاقات القرابة وصلات الرحم ، فالبعض منها قد يكون بمثابة ابتلاءات للإنسان لإنه مجبر عليها وليس مخير ، فليس له ان يقطعها أو ينهيها وذلك إرضاءاً لله سبحانه وامتثالاً بما أمر بوصل الأرحام .
وهنا يأتي السؤال كيف لنا التعايش مع تلك النوعية من العلاقات والصلات المؤذية ومع ما تسببه لنا من الآلام او عقبات ؟
والإجابة هو ان نقوم ببناء علاقات ذكية لاقطع فيها ولا استرسال بحيث نعمل موازنة وسطية بالعلاقات كما يقول المثل لا افراط ولا تفريط لنسلم قدر الإمكان من الاحتكاكات الحادة والتي تكون نتائجها وخيمة و هادمة ، وأول ما يهدم بها هي نفسية الشخص نفسه وهدوءه وطمأنينة نفسه ليقع بعدها في سلسلة من الاضطرابات النفسية والاختلافات التي قد لا تنتهي ابداً .
وقفة:
ليس كل من حولك بمثل تفكيرك او مشاعرك بل قد لاتكون لدى بعضهم الرغبة في الاستمرارية معك فيجب ان تتفهم ذلك وتقدم العذر ، وقد يكون لدى بعضاً منهم حقداً او حسداً في قلبه تجاهك يجعله يترصد اي خطأ او تجاوز يصدر منك لتكن القاضية لتلك العلاقة الركيكة ، وهنا يأتي دورك في تفعيل العلاقة بذكاء وأن تعمل على ترتيب النفس على التكيف في مثل هذي المواقف وتتصرف بحنكة وبدبلوماسية فتتجنب المهاترات ولن تخسر العلاقات وخذ بالظاهر واترك ما سوى ذلك ستكون قد فزت بإستقرارية نفسيتك واستمرارية علاقتك وتكون بذلك قد أبقيتها بسلام وذكاء .