صباحات مُنيرة صباح العيد: لوحة من الفرح والأمل

بقلم: منيرة الهاجري  

صباح العيد، وكيف يوصف صباح العيد!! شعور يحس أكثر من أن يوصف.. يعلو صوت التكبيرات، تنبض الأرواح بالسلام، تتزين البيوت بثياب الفرح، وتغمرنا رائحة العطر والحلوى. الأطفال يركضون ببهجة، يملأون الزوايا ضحكاً وألواناً، وكأن العيد لوحة يرسمونها بألوان البراءة والفرح.

صباحات طفلة صغيرة تغمض عينيها ممسكة ببالون العيد، تردد بفرح: “بكرة العيد نعيد نذبح بقرة سعيدة”. ترسم في خيالها بشغف هيئتها بفستان العيد، وتوزيع لحم الأضاحي، وتعدد الولائم بين الأقارب، واللعب، وأي الحلوى تأكل، وكم من العيديات ستجمع.
بهجة، لولا عناء اللعب، لما طاب لجفنها الصغير النوم..
لتستيقظ وهي شابة، تجرب أي اللقطات تناسب لتكون قصة سنابية تشارك فيها بهجة العيد. قد أعدت بطاقة التهنئة وملصقات الواتساب، ولا بأس من تكرار بعض البطاقات الإلكترونية لتهنئة العائلة الإلكترونية والأصدقاء خلف الشاشات.

وباندماج غير مخطط له، تجد نفسها بين منصات التواصل لتشهد عيد فلسطين، حيث تمتزج فرحة العيد وطقوسه رغم تعمد الاحتلال إفساد فرحتهم، حيث لن يتمكنوا من إحياء سُنة الأضحية بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد على القطاع منذ أشهر.. ورغم كل شيء يزغردون عيداً كلما شيعوا شهيد ويوزعون الحلوى بفرحة النصر القريب. وفي السودان، تتنوع الاحتفالات وتختلف عن المعتاد فمثلاً بدل الأهازيج التراثية وتناول الأطعمة التقليدية اجباراً عليهم أن يحيوا عيدهم حسب الظروف والتحديات الاقتصادية والصراعات الدامية بين ويلات الحرب والنزوح وشح في الاكل والشراب، ورغم كل شيء أيضاً لابد تشهد فرحة العيد وأصوات التهاني.
و لبنان يعيد رغم جرح الجنوب، واليمن أبي رغم ما يعانون من المحن..
وفي العراق، يتبادلون التهاني متحدين ظروف عدم الاستقرار. أما في سوريا، فيحتفل الناس بصنع المعمول وزيارة الأقارب، متمنين عودة الأمن والاستقرار وسط أجواء الدمار.
فالعيد أخاء يجمع القلوب على المحبة والأمل، رغم صعوبة الظروف وأجواء الخراب.

وإلى الواقع حيث التهاني وأخبار الحجيج، فعندما يعتذر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن المشاركة في جلسة مجموعة السبع (G7) التي ستعقد في جمهورية إيطاليا لارتباطه بالإشراف على موسم الحج، يتجلى أنّ الأولويات السعودية تتجسّد في خدمة ضيوف الرحمن وإكرامهم، فالحج وضيافتهم يتصدران قائمة الأولويات،،

وفي أعماق كل من ينتمي إلى هذا الوطن، تتجسّد مشاعر الفخر والاعتزاز كنبع ينبعث من القلب، حيث يشاهدون التفاني الذي يبذله وطنهم في خدمة ضيوف الرحمن. هذه المشاعر الجياشة تعبر عن امتنانهم العميق للدور الكبير الذي يلعبه وطنهم في خدمة المسلمين.
فالوطن يظل مصدر فخر وعزة لهم، ومنارة تضيء طريق الخير والخدمة للعالم بأسره.

ختاماً،
العيد ليس مجرد يوم في التقويم، بل هو شعور يتغلغل في الأعماق، يجمع الأحبة ويعيد للأيام بهجتها..
هو تلك اللحظات التي ننسى فيها همومنا، نتشارك الحكايات والضحكات، ونعيش الفرح في أبسط تفاصيله. في العيد، نتذكر أن الحياة جميلة رغم كل شيء، وأن الفرح هو حقٌ لكل قلب ينبض بالحياة. العيد بين الأمس واليوم يظل هو الرابط الذي يجمعنا، يحمل في طياته ذكريات الفرح ويمتد بروحه الجميلة عبر الأجيال، ليذكرنا دائماً أن البهجة الصافية هي التي تجعل الأيام جميلة مهما تغيرت الوسائل والأزمنة.

في القلب، يبقى العيد هو العيد، نكهة الفرح واحدة وإن اختلفت الأدوات، وروح الحب تتجدد مع كل لقاء، سواء كان على أرض الواقع أو في فضاء الشبكة..
العيد هو تذكير بأن الحياة تستحق الفرح، وبأن اللحظات السعيدة هي ما نصنعه بأيدينا وبقلوبنا.
هو وقت لنشر الحب، ولتبادل الهدايا والكلمات الطيبة، ولتأكيد روابطنا الإنسانية. في العيد، نستعيد معنى الفرح الطفولي البسيط، ونتذكر أن السعادة تكمن في الأشياء الصغيرة وفي احتضان الأحبة.

كل عام وأنتم بخير وأمان، وكل عيد وأنتم محاطون بالحب والسعادة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى