الموازنة … العادلة

بقلم/ مها العزيز  

ننظر إلى الناس بالأغلب ، بمرآة عكسية لانرى فيها أخطاءنا ولكنا في الحين ذاته نستخرج صغائر عيوبهم وندقق فيها ، نريد منهم التغاضي عن تقصيرنا ونحن نقف لهم بالمرصاد عند اي تقصير سواء أكان عمداً أو غير ذلك !!
دوماً نجد لنا قائمة من الأعذار نبرر به تصرفاتنا ، في الوقت نفسه لا نجد لهم عذر اً واحداً لنبرر به تصرفهم !!
أليست تلك الموازنة غير عادلة ؟
نتبع لأنفسنا قانوناً وللآخرين نضع لهم قانوناً آخر ؟
نحدد حقوقنا ونطالب بها ، ونتغاضى عن حقوق الآخرين ومطالبهم ؟
هل تساءلنا أين نقف من تحقيق العدل والموازنة ؟
لقد سير الله حياتنا بدورة متناهية التناغم من التوازن وجعل لكل شيء بالحياة ميزان ومكيال فإن طغى شيء على شيء اختل التوازن ، فلكل شيء بالحياة ما يقابله ، لنحقق التعادل والتوازن سواء كان ذلك في العلاقات والروابط أو بما نملكه .
فكما أن لنا حقوقاً بالحياة ، ففي المقابل للآخرين حقوقاً يجب علينا تأديتها ، وكما ننتظر أن تتم تأدية مطالبنا هناك من ينتظر في الجهة المقابلة من ان تحقق له مطالبه ، هكذا هي طبيعة العلاقات بين البشر فلكل أمر ما يقابله ، وليس من العدل ان نفكر بمحدودية وحول دائرة النفس وما تريد بل يجب ان تكون الدائرة متسعة بمن يحيطون بنا ومن تربطنا معهم روابط وعلاقات وكما نريد منهم ان يتعاملوا معنا يجب علينا معاملتهم بالمثل لنحقق بذلك الموازنه العادلة بالحياة .

زر الذهاب إلى الأعلى