بيوت هشة .. وأسرار مفضوحة

بقلم/ مها العزيز  

كل منا له حياته الخاصة وأسراره التي يجب أن يحافظ عليها ويسترها عن أعين المتلصصين .
كانت الحياة سابقاً هادئة وبسيطة ، تكمن بساطتها في طيبة القلوب والنفوس التي كانت معطاءة للخير وتتمنى الخير للآخرين ومع تغير الزمن والأشياء من حولنا وتسارع نبضات الحياة تسارعنا للحاق بكل ما هو جديد وجاذب ويجعلنا في الأولوية سواء كان ذلك في معيشة الحياة او الأدوات التي نملكها ، وجاءت التقنية الحديثة لتسهل لنا الكثير من أمور الحياة والتواصل وتوطدت بها العلاقات الاجتماعية
وتيسرت الكثير من الأمور المعرفية والإدراكية واصبحت التقنية ووسائل التواصل من الأمور الضرورية واللازمة التي لا غنى لنا عنها في الحياة
ومع الوقت أصبحت بعض هذه الوسائل الحديثة عدوة لسعادتنا وهادمة لخصوصيتنا وللحياة الزوجية خاصة .
عندما اعتمدها الكثيرين منا على بث يومياته وأسرار حياته ونشرها في هذه الوسائل فجذبت اليها أنظار المتلصصين والحاقدين والحاسدين مما جعل هذه البيوت تصطدم بهذه الأعين وتصاب بالضرر فمن عيوب أصابت الجسد بأمراض الى ارتفاع حالات الخلافات الزوجية وازدياد نسب الطلاق وتشتت الأبناء وانحراف المراهقين سلبيات اصبحنا نواجهها ونزيد نسبتها يوماً عن يوم ولا زال الكثيرين رغم ما يلمسه من سلبيات نشر اليوميات وأحداثه اليومية ألا انه لازال مصراً ومستمراً على ماهو عليه اقتداءً بمظاهر مزيفة وشعارات خادعة .
الكثيرين يعلم ان هتكه لستر جدران بيته جعله هشاً سهل الكسر ويعاني من جراء ذلك ولكنه لازال في استمرارية نشره لتلك اليوميات التي قد تأتي له بكلمات إعجاب غير حقيقة او تشد اليه انظار من لا يكمن في قلبه الخير له فمتى سنتخذ القرار ؟
ونقفل الأبواب ؟
ونردع العيون ؟
ونحفظ ما ستره الله من خير او سعاده ونحتفظه لأنفسنا ومن نحب ؟
لنحافظ على حياة سعيدة هانئة .

وقفة تأمل :
ماذا ستجني ان نشرت سعادتك الزوجية وحبك لشريك حياتك ووجود نعمة الأبناء ونشر ضحكاتهم ولهوهم البريء للآخرين هل تعتقد ان كل من يشاهد تلك اليوميات سعيد في حياته مثلك وسيتمنى لك بالمقابل السعادة ؟
تذكر :
حياتنا هي خصوصيتنا وسعادتنا هي حقنا الذي يجب ان نحافظ عليه من الدمار فأغلق أبواب التلصص لكي لا تسرق سعادتك .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى