اختر كتابك
هاروكي موراكامي صاحب رواية “الغابة النرويجية” يقول : “إذا كنت تقرأ ما يقرأ الناس ستفكر مثلهم “، ما دعاني أكتب هذهِ المقالة ، تساؤلات بعض الأصدقاء ماذا تقرأ ، وما الكتاب الذي تنصحنا به ، وهذا لا يقدم ولا يؤخر ويدل على قلة معرفة القارئ ، بأنه لا يقرأ له بل يريد ان يخبرهم انه يقرأ الكتب مثلهم ،
اختر الكتب الأكثر معرفية ولا تبحثوا عن الكتب الاقل معرفية بلا فائدة ، اختر كتابك كما لو أنك تختار اصدقاءك ،
يقول عبدالوهاب المسيري نوعيات القراءة لدى العرب هي تفكير الأذهان وتفكير الاذان : تفكير الاذهان تصل إلى نتائج خاصة بك حتى وان اخطأت ، وستفيدك ، وتفكير الأذا يسمع من غيره اي أنه يفكر بعقل غيره . انتهى كلام المسيري ،
القراءة بشكل جيد يعني التفكير بشكل جيد ، لا تكن تابعاً للقطيع ، ولا تبحث عن الكية وإنما الكيفية ، وهل الكتاب يحمل شحنة أبداعية او لا ؟
كتاب القرن العشرين للفيلسوف النمساوي لودفيج فيتجنشتاين له كتاب واحد ” رسالة منطة فلسفية ” وصدر بعد وفاته .تقول مجلة التايمز شروط معايير اختيار كتاب القرن ” حتى أختار القرن لا بد ان تتوفر فيه واحد من شرطين : اما يطرح الكاتب قضية يعجز البشر عن حلها أو يحل لغز قديم .
مهمة الكتاب هو أن يجعلك تعيد النظر في تصوراتك وما تفكر بهِ ، ” لا تحكم على الكتاب من ثناء الأخرين عليه” مالم تقرأ الكتاب و لاتنتقد الطعام قبل تذوقه !.
بعض القراء ممارستهم للقراءة وتفانيهم في نشر ما يقرأه من خلال رأي الأخرين وعندما تتصحر الثقافة تنحدر الثقافة من برجها العالي ، قل لي لمن تقرا أقول لك من أنت ، يقول ميلان كونديرا في “الوصايا المغدورة ” : “كما انّ الموسيقا الرائعة يمكن الأستماع إليها بأستمرار ، كذلك الرّوايات العظيمة أعدّت من أجل قراءاتٍ متكررة”ويقول صالح الرزوق في مقالة له : ” أن الشعر فنّ يحتاج لمستمع والمسرح لمشاهد بينما الكتاب بحاجة لقارئ” والقراءة هي الطريق الوحيد الموصّل للكتابة الصحيحة ، وضعت الكاتبة التركية اليف شافاك عشر قواعد للكتابةأبرزها “اقرأ كثيراً” وآخرها: “أن يؤمن الكاتب أن ليست ثمة قواعد للكتابة وذاك هو الجمال الكامن في فعل الكتابة، وتلك هي الحرية الثمينة التي لها امتياز امتلاكها والتي ينبغي عدم السماح لكائن من كان أن ينتزعها منا”..من كتاب: كيف كانوا يكتبون.