مصطلح “عمود الشعر”
“الشاعر العالم خير من الشاعر الغير عالم ” كما قالها الآمدي في كتابه الموازنة والتي كتبها في حاجةٍ في نفسه , عندما أراد أن ينتصر للبحتري على أبي تمام , وكتب كتابه الموازنة بين شعر ابي تمام والبحتري , , على الرغم أن البحتري تلميذ ابي تمام قرأ شعره وتأثر بهِ وموقف الآمدي ليس حباً في البحتري وأنما اراد منها الأنتصار للشعر القديم على الشعر الحديث من خلال البحتري وأبي تمام , ووجد في البحتري ضالته ,والتي حارب بها الحداثة والمذهب الجديد كما أسماه , وقد تحامل كثيرا على ابي تمام , ونجده يناقض نفسه بنفسهِ عندما قال : ولست احب القول بأيهما أشّعر عندي ؟ لتباين في العلم واختلاف مذاهبهم بالشعرِ , ومن يقرأ الموازنة لا يجد إلا محاولة اسقاطاته على المذهب الجديد , وقد قال ابو الفرج منصور بن بشير النصراني “الكاتب” : كان الآمدي النحوي صاحب كتاب الموازنة المبالغات ابي تمام ويجعلها استطرادا لعيبه إذا ضاق عليه المجال في ذمه , وقد عاب عليه ياقوت الحموي ميله مع البحتري والتعصب على ابي تمام الامدي لم يستطيع ان يتجرد من ذوقه كان يحكم للبحتري على ابي تمام منذو الصفحات الأولى في كتابه وقال ابراهيم سلامه : تعجل الامدي في الحكم عليه من اول الامر ويكاد يحكم للبحتري او قد حكم له وقال شوقي ضيف : همّ الامدي دائما أعلا كفة البحتري وتبين ذلك حديثه عن ابتداءات الشاعرين , فقد ذكر على كثير من ابتداءات ابي تمام بينما نوه طويلا بابتداءات البحتري والكتاب جملة دفاع عنه وعن البلاغه على نحو ما كان يتصوره هو والمحافظون من الرواة واللغويين وجعل مصطلح “عمود الشعر” ووضعه خدمة للبحتري وانصاره والتعصب على المنهج الحديث الذي تبناه ابي تمام ولكن الآمدي لم يعّرف النظرية – عمود لشعر – ولم يشرحها حتى يقف القارئ عليها ولست اراه هو اول من اتى بهذا المصطلح فقد اخذه من مقولة البحتري عندما سئل البحتري عن نفسه وعن ابي تمام فقال : كان اغوص بالمعاني مني وانا اقوم “بعمود الشعر” منه .
واتى من بعده الجرجاني بكتابه “الوساطة بين المتنبي وخصومة ” ووضع عناصر عمود الشعر وبعده اتى المرزوقي واستكمل العناصر التي لم يستكملها الجرجاني ونرى حينما تحدث الامدي عن عمود الشعر كانت في ذهنه مشكلة معقدة يريد حلها فهو يواجه المنهج الجديد الذي جعله من خلال ابي تمام وشعر ابي تمام والذي لم يألفه الآمدي وبين ما قرأه من شعر القدماء بوناً بعيدا واختلافا شاسعا لم يستطع بحكم ذوقه ان يتقبل شيء من الجديد فعمد الى الموازنة بين ابي تمام والبحتري لينتصر للقديم .
شروط عمود الشعر كما ذكره المرزوقي هي :
١.شرف المعنى وصحته.
٢.جزالة اللفظ واستقامته.
٣.الاصابه في الوصف.
٤.المقاربة في التشبيه.
٥. التحام أجزاء النظم والتئامها على تخيير من لذيذ الوزن.
٦.مناسبة المستعار منه للمستعار له مشاكلة اللفظ للمعنى.
٧.شدة اقتضائها للقافية حتى لا منافرة بينهم.