أرواح وطنية حرة
جرب أن تقدم قطعة من الخبز لطائر ، ستجده حين تقترب طار بعيداً وترك لك خبزك !!
لأن قيمة الحرية أغلى من لقمة العيش ..
تشرفت بتلقي دعوة من سعادة مدير السجون بالمنطقة الشرقية حفظه الله لحضور حفل اليوم الوطني السعودي ٩٤ ، حيث تفرد الحفل لعامه الحالي بأن فقراته المبهجة هي من أعمال مجموعة من النزلاء أبناء هذا الوطن الطيب، فتساءلت كيف للروح أن تكون طليقه !
إن علماء النفس أجمعوا على أن القدرة على العطاء لدى الإنسان لاتكون إلا إذا استقرت نفسه وفهم دوره في منظومة الحياة فكيف لأرواح سجنت أن تقدم ما شهدناه ليلة أمس من لوحات فنية متقنة تقوم على تناغم أفرادها وانسجامهم لأداء معزوفات غنائية وطنية !! فعرفت يقيناً أنهم حرروا أرواحهم وأطلقوا قلوبهم للحياة فأبدعوا .
في يومنا الوطني الأغلى على قلوب شعبه رأيت جنودنا الكرام يرتدون بدل الإنسانية يحتوون النزلاء ويغدقون عليهم بالمعاملة القائمة على الأخوه والاحترام ، جعلت جميع النزلاء يهتفون فرحاً لتكريم الكادر الإداري في السجن حباً لهم وتقديراً لجهودهم، لم يكن ذلك كله إلا نتيجة عمل جبار وقيم مؤسسية رسّخها قادةً عظماء ، مارسوا الوطنية عملاً ثم قولاً، نحن عندما نحكي عن الوطنية نحكي عن الشعور بالعزة بالفخر بالاطمئنان ، هذا ما قدمه النزلاء لنا في حفلهم البهيج ، لوحات من حب الوطن لوحات من الرضا والإيمان بأن دورهم في بناء وطنهم قادم وحق على كل سعودي .
نحمد الله على قيادة ووطن يقدم لنا الكثير من الخير والرفعة، قيادة ملهمة واثقة تعزز في كل مواطن حس العمل والإنتاج والبذل من أجل أطهر البقاع ..
دعوت لوالديي أن ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا ، دعوت لوطني وولاة أمري أن يديم عليهم الصحة والعافية وأن يحفظهم لنا، دعوت لإدارة السجون في المنطقة الشرقية أن يزيدهم الله من فضله وأن يرفع قدرهم ويكرمهم كما شهدناهم أكرموا إخوانهم المستفيدين
وأخيراً ،، لم يتوقف لساني بالدعاء للنزلاء أن يفرج الله همهم ويجبر قلوب أهلهم وأن يصلح من شأنهم وينفع بهم البلاد والعباد .. وكل عام ووطننا السعودية شامخة عزيزة ليس كمثلها وطن ..
سبتمبر 2024