النعاثل وتعدد الأصوات
الأستاذ خليل الفزيع في روايته الأولى إذ لم أعرف عنه أن كتب رواية قبلها , وعرف عنه أنه كاتب قصة له اصدارته وشاعر وكاتب مقالات , وعندما يكتب الرواية
أتخذ الفزيع بروايته ” النعاثل ” لم يشا أن تكون روايته ذات البناء التقليدي الصوت الواحد وأنما أتخذ الرواية المتعددة الأصوات ” حسب المنظر الروسي ميخائيل باختين الذي أتخذ من من تعدد الأصوات وبالطريقة التناوبية بين أبطال الرواية ” عقيل وعليان ” على (14) فصل بتناوب تبادلي مثل رواية “زيوس يجب أن يموت” لأحمد الملواني بصيغة أنا لفردين وهو ما أتخذه الفزيع في روايته بصوت عليان وعقيل بصيغة الأنا ” وأختتمها بالفصل الخامس عشر بصوت “أروى ” زوجة عليان .رواية التي تتعدد فيها الشخصيات المتحاورة، وتتعدد فيها وجهات النظر، وتختلف فيها الرؤى الإيديولوجية. بمعنى أنها رواية حوارية تعددية يعرف ميخائيل باختين الرواية البوليفونية بقوله:” إن الرواية المتعددة الأصوات ذات طابع حواري على نطاق واسع ” او ما تسمى أكسترا السرد ” وهي قصة واحدة من منظور أكثر من شخص مثل رواية الجريمة والعقاب التي تعددت بها الأصوات ” صوت الموحد يعتمد على الضمائر أنا أو أنت أو الراوي العليم او الضمني نظرا لأسباب يراها في التأثير على القارىء الذي يرغب بها وغيرها من الروايات التي أتخذت من تعدد الأصوات تمردا على الصوت الأحادي ” والتي تتعدد بها الضمائر السردية (ضمير المتكلم- ضمير المخاطب- ضمير الغائب)، وتعدد الرواة والسراد الذين يعبرون عن اختلاف المواقف الفكرية ,
النعاثل حي من احياء الهفوف ” بدأها عقيل وصف “للمكان والزمان ” مثل حي الكوت والقيصرية والسويق وقصر السراج ” وغيرها من الأمكنة قبل ان تطلها يد العمران وتغيير ملامحها عندما تعرفه على عليان في الجامع الكبير بحي النعاثل الذي حضر مع عمته ” وبدأت حكاية عقيل وعليان بخطين متاوزيين في زمانين ثابتين ومكانين متغيرين, رواية “النعاثل ” مؤثرة..ليس لموضوعاتها فحسب ، بل لقدرة كاتبها على خلق أعمال إبداعية تستحق القراءة.