شعلة الأمل في عتمة الطريق

بقلم / الدكتور احمد الشمراني  

في رحلة الحياة، تمرّ بنا لحظات قد تشتدّ فيها الظلمة، حتى نكاد نفقد فيها كل ملامح الطريق. نشعر أحيانًا أن أدوات الانطلاق تبعثرت من بين أيدينا، وأن الأمل قد تلاشى كضوء باهت في أفق بعيد. ومع ذلك، فإنّ سرّ النجاح يكمن في التمسك بخيطٍ رفيع من الأمل، وفي الإيمان بأن لكل ظلام نهاية، وأنّ في كل زاوية منعطف يمكن أن يُعيدنا إلى الطريق الصحيح.

هذه اللحظات المفصلية قد تبدأ بأبسط الأمور. ربما تكون بداية الانطلاق كتابًا عابرًا تقع عليه أعيننا، أو حديثًا مع شخص ملهم يُوقظ فينا رغبة التجدد، أو دورة تدريبية تحمل في طياتها ما يعيد شحذ عزيمتنا. نكتشف في خضم هذه الرحلة أنّ الأمل ليس مجرّد مشاعر عابرة، بل قوة داخلية تُخرجنا من عمق العتمة، تدفعنا لنبحث عن شعلة جديدة تُضيء لنا الطريق.

وأحيانًا، يكون الطريق مملوءًا بمفاجآت لا ندرك قيمتها إلا لاحقًا، نمر بها وكأنها عابرة، لكنها تحفر فينا أثراً عميقاً، وتصبح شرارة البداية التي لم نتخيلها. فتحوّل تلك العقبات إلى حوافز، وتلك الفجوات إلى مسارات جديدة.

الأمل والعزيمة والإصرار ليست مجرد كلمات، بل هي الأجنحة التي تحمينا من السقوط في مستنقعات اليأس، هي الخيوط التي تربطنا بأحلامنا حتى وإن ابتعدت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى