لِنرجع للأطفال طفولتهم

بقلم / مها العزيز  

هل شدك العنوان أو استغربت منه ؟
ولكنها الحقيقة التي للأسف نرى آثارها السلبية كواقع ملموس من حولنا !!
أطفال بعمر الزهور ، اصبح بعضهم اشباح متحركة متلبسين بالا مبالاة بما يجري حولهم شبه منقطعين عن الحياة الاجتماعية وأشبه بما يكونوا كالأعمدة المنصبة فمن الذي سلب من الأطفال طفولتهم وبراءتهم !!
من إحدى أهم الأسباب (الاستخدام الغير منضبط للأجهزه الإلكترونية ) والذي انعكس سلباً على سلوكياتهم الاجتماعية والأخلاقية وأيضاً أثر على صحتهم العامة والنفسية والسؤال أين هم أولياء الأمور عن هذا الأمر ؟
من المحزن أن لا يتدارك معظم الأولياء لذلك الأمر إلا بعد ان يكون الأمر استفحل سوءاً واصبح من الصعب السيطرة عليه ، ورغم النداءات التحذيرية للأبحاث التربوية والتأكيدات من الاخصائين الاجتماعيين كتنبيهات للوالدين للانتباه لهذا الأمر منذ البداية ليتمكنوا من السيطرة عليه وان تكون هناك مراقبة على الأطفال بجميع أعمارهم على ما لديهم من اجهزة ذكية والمتابعة لما تتم مشاهدته من قبل اولادهم بوضع فترة زمنية محددة للاستعمال، بما يتوافق مع أعمارهم ولكن إهمال هذا الأمر يجعل التحكم عليه فيما بعد صعباً بل مستحيلاً في بعض الأحوال .
كما توجد ثغرة مهمة يغفل عنها الكثيرين ، وهو مربط الفأس وإجابته تكمن في هذا السؤال لما يسمح للأطفال بإستخدام الأجهزة الذكية وخاصة من هم في أعمار ماقبل المدرسة ؟
فهل سألت نفسك أيها المربي لما عليك أن تعطي طفلك الصغير جهازاً ذكياً ليقضي به وقته ؟؟!
قد تكون الاجابة لأنني مشغول ، أو لأن طفلي عنيد والحقيقة ان تلك الإجابات تثبت تهرب المربي من مسؤولية إعطاء الوقت الكافي لطفله بالجلوس واللعب معه ، بإلهائه بالأجهزة وهذا خطأ تربوي فالطفل بعمر ماقبل المدرسة يكون بعمر النمو والتعلم عن طريق اللعب والتحكم بالحواس وإعطاءه الأجهزة ليلعب عليها لساعات بدون
مراقبة هو جريمة بحق طفولته وإبداعه .
تنبيه !!
اي كان عمر الطفل فهو طفل وانت مسؤول عنه اشغله بما يفيد واعطيه من وقتك واهتمامك ، اجلس والعب معه ، تذهب معه للطبيعة في الحدائق والنزهات وبجانب البحر اجعله يتأمل ليتعلم ، اجعله يلعب بالطين وبموج البحر ، يأكل الطير ويرى ويسعد ، ستكون سعادته بذلك كله اكبر من قضاءه الوقت في الجهاز ليصبح بعدها متبلداً لا يتحرك .
تحدث مع طفلك وكأنه كبير فهم أذكياء سيجعله ذلك يفهم العلاقات الأسرية والاجتماعية والترابط بينهما ، وإن كان هناك ضرورة قصوى لإعطائه الجهاز فيكون ( كالدواء بجرعة محددة ووقت محدد )
لنِرجع للأطفال طفولتهم …ليبنوا بنجاح صرح مستقبلهم .

العائلة هي الحضن والأمان الأول للطفل تكن أهميته لتنشئة الطفل تنشئة قوية صحيحة والحضن المعني هنا ليس بالحضن الحسي فقط وانما الحضن الحسي والمعنوي والذي يحتاجه بشدة كل طفل منذ ولادته .
فأول مايستقبل الطفل في هذه الحياة حضن والديه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى