أول من كتب على قافيتين

لا يُمكن تحديد أول مَن كتب الشعر الشعبي (النبطي) ذي القافية الشطرين بشكل دقيق، لأن هذا النوع من الشعر ينتمي إلى التقاليد الشفهية التي تنتقل شفويًّا عبر الأجيال دون تسجيل أسماء مؤلفيها.
والشعر الشعبي ذو القافية الشطرين هو نتاج تراكمي لثقافة شعبية، وليس له مؤلف واحد ، دون ان يذكر أولية الشعر في الشطرين أما أقدم النماذج المدوَّنة فتعود إلى القرون الهجرية المتأخرة، مع تأثرها بمراحل أقدم من الأدب العربي.
والشعر الشعبي (أو النبطي أو العامي) الذي يعتمد على القافية المزدوجة(شطرين في البيت الواحد) هو أحد الأنماط الأساسية في الشعر غير الفصيح، وينتشر في مناطق الخليج العربي والجزيرة العربية،
لكني أرّ من خلال متابعتي عن انّ أول من كتب الشعر الشعبي على مصراعين او شطرين هو محسن الهزاني أمير الحريق المولود عام ١١٤٥ هجري والمتوفي ١٢٤٠ هجري والذي يعتبر مجددا ومحدثاً للشعر الشعبي لأدخاله بعض أوزان الشعر الشعبي المحدد بقافيتين إحداها في الصدر والأخرى في العحز ولم يخرج عن اوزان ، وبحور الخليل بن احمد الفرهيدي ، والسبب الذي يصعب تحديد أولية الشعر في المصراعين “الأول” هو أن الشعر الشعبي مُتوارث شفويًّا فكثير من القصائد ضاع مُنشئها الأصلي.
التركيبة الأساسية للبيت الشعري النبطي:
1.يتألف البيت من شطرين (مصراعين) او ( قافيتين):
أ – الشطر الأول: يسمى الصدر (يُسمى أحيانًا “الغصن”).
ب – الشطر الثاني: العَجُز (يُسمى “الوَصْل”).
ولم يبدأ التدوين الرسمي لهذا الشعر متأخرًا (في القرن الـ19)، بعد أن كان موجودًا منذ قرون.
وقد نال الشاعر الهزاني شهرة كبيرة في شبه الجزيرة العربية والخليج العربي؛ وذلك لقوة شاعريته وموهبته الشعرية الفذة، حيث تميزت قصائده بدقة الوصف وقوة المعنى وصدق العاطفة مما جعله يبرز في شعر الغزل ، قال عبدالله بن خميس:”كان محسن شاعراً مجيدًا إلى أقصى درجات الإجادة، ولم أرً من شعراء النبط -قبله ولا بعده- من تقدمه، خصوصاً في الغزل والوصف فلقد أبدع أيما إبداع وجاء بصور وابتكارات، في منتهى الروعة والجمال.
ومن أشعاره
روشـن هــيا لــه فرجـتـيـن شــمالا
بـاب مــع القبـلـة وباب مع الـشرق
ومـبـسـم هــيـا له بالظلام اشـتعالا
*بـيـن الـبروق وبيـن مبـسـم هيا فرق
بــرق تلألأ قـلـت: عزّ الـجـلالا
وأثـره جبين صويحبـي واحسبـه بـرق
وله :
طيف بعيني طاف والناس عزقا
بالنوم,, وأحرمني بلذات الأحباب
لحج الهوى بي من جنوب وشرقا
ونشقت عرف طاف من بين الأطياب