الكلمة سلاح يبني أو يهدم

قد تكون الكلمة مجرد حروفٍ تُقال في لحظة، لكنها تحمل من القوة ما يغيّر حياة إنسان بأكملها. بعض الكلمات ترفع الشخص للقمم، تمنحه الأمل، وتدفعه للأمام، بينما أخرى قد تهدم روحه، تسلبه ثقته، وتجرّه إلى اليأس.
في إحدى الصدف، تعرفنا على رجل كفيف فقد بصره حديثًا. كان يبحث عن إجابات، يسأل بشغف عن الأدوات المساعدة، عن البرامج الناطقة، وطريقة برايل. كنا نحاول أن نشرح له، أن نفتح أمامه أبوابًا جديدة يرى بها الحياة من منظورٍ مختلف. لكن فجأة، جاءه تعليقٌ عابر من أحدهم:
“طريقة برايل ما تفيد الكفيف”
تلك الكلمة، رغم بساطتها، كانت كفيلة بإطفاء شغفه، جعلته يعود لنقطة الصفر، مقتنعًا بأن لا شيء سيغير واقعه. بدلاً من أن تكون الكلمة دعمًا، كانت حاجزًا يمنعه من التقدم.
فكر قبل أن تتكلم
قد تظن أن ما تقوله مجرد رأي عابر، لكنه قد يُترجم في عقل شخص آخر كحقيقة مطلقة. كلماتك قد تكون طوق نجاة، أو حبلًا يُلقي بالآخرين إلى القاع. لا تستهِن بقوة الحروف، فكل كلمة تترك أثرًا، قد يدوم لسنوات.
الكلمة والصحة النفسية
الكلمات السلبية لا تجرح المشاعر فقط، بل تترك أثرًا نفسيًا عميقًا. قد تُسبب الإحباط، القلق، وحتى الاكتئاب. وفي المقابل، الكلمة الطيبة تُعزز الثقة، تُحفّز، وتُغيّر حياة كاملة.
لذلك، احرص أن تكون كلماتك نورًا، لا ظلامًا. فالكلمة قد تكون أقوى من أي سلاح، إما تبني بها شخصًا، أو تهدمه.