الفن التشكيلي ( مساحات للتعبير لا تتشابه)

في زوايا الروح العميقة وحيث تستقر المشاعر الدفينة .. تولد حكايا الفن التشكيلي كنافذة سحرية لا ترى العالم كما هو، بل كما يشعر به الفنان فينقله للمتلقي .
هو لغة حروفها الوان ، نكتب بها ملامح شعورنا ونُحملها احاسيس لحظاتنا .. لتجسد صمتًا أبلغ من أي حديث.
ولأن لكل فنان طريقته الخاص في التعبير عن دواخله .. ظهرت مدارس مختلفة للفن التشكيلي لتعكس روح كل فنان وتترجم احساسه بروئ وتجارب واحاسيس ومساحات تعبيرية .. فظهرت مدارس فنية أهمها :
الواقعية… حين يكون الصدق هو كل مانراه :
الفن الواقعي يسعى الى نقل تفاصيل حياتنا كما هي .. فالوجوه كما هي والطبيعة كما نراها .. وكأن اللوحة مرآة الحياة التي تجمد لحظات الزمن .
الانطباعية… لحظات من ضوء لا تُنسى
رسم الانطباعيون ما تتركه اللحظة في النفس لا ما تراه العين ..فجسدوا الضوء والظل والحركة بخفة تشبه الحلم وكأن فرشاتهم تهمس :
”ما رأيته لا يهم، ما شعرت به هو الأهم” .
التعبيرية… حين يتكلم القلب
هنا لا تُرسم الأشياء كما نراها .. بل كما نحسها
الألوان هنا تصرخ و تهمس.. تبكي وتضحك .. والخطوط تتكلم بتفصيل مشاعر مختبئة بين الطبقات اللونية ..لا لترسم الواقع بل لترسم ما يفعله الواقع بالفنان .
التجريدية… حيث لا حاجة للتوضيح كي نفهم
هنا لا ملامح وجوه، ولا تفاصيل طبيعة، ولا بيوت ومدن واضحة … بل خطوط وألوان، ومساحات تُروى من خلالها الحكايات.
قد لا نفهمها من النظرة الأولى.. لكننا نشعر بها في اعماقنا .. فتحرك فينا مشاعر مختلفة .
السريالية… وأحلام اليقظة
هنا تنصهرعقارب الساعة .. تتفتح السماء .. وتتغطى تلك الجميلة بأمواج البحر
في عالم غريب وكأننا بين الحلم والصحو .. ففيه يتجاوز الفن المنطق ويتكلم الخيال لينقلنا الى عالم من الدهشة .
الفن المعاصر… حين يصبح كل شيء ممكنًا
وفيه تكسر الحواجز بين الفن والحياة .. فالفن هنا ليس مانرسمه فقط بل ما نفكر.. فيه لينقله المبدع للمتلقي عبر فكرة او تجربة تفاعلية حية مع الجمهور ، وليتناول بطرق غير تقليدية قضايا راهنة .
وختاماً فمهما تعددت مدارس الفن فكلها تتقاطع في كونها تنبع من الرغبة العميقة في أن نُرى وأن نُسمع،ونعيش ونُحب .. وكلها طرق تسير بنا من قلب الفنان إلى قلب المتلقي
—————————-
فنانة تشكيلية سعودية