مها العزيز تكتب لـ “درة”| البلاء نعمة

( البلاء نعمة ) ليست مقولة انما حقيقة ربانية يؤمن بها من وثق بالله وجعل قلبه معلقاً به ويؤمن بأن رب الخير لا يأتي إلا بالخير فلا جزع ولا سخط ولا اعتراض على اقدار الله وانما الحمد ثم الحمد في كل حال فما علمناه خير وما لم نعلم عنه هو خير وإن حزب الانسان أمر واستصعبه فليسرع إلى الانطراح بين يدي الله وليسرع بالإتصال الإلهي كما قال تعالى (ففروا إلى الله ) .
والبلاء نعمة ونقمة ، نعمة لمن يحتسب الأجر ويثق بأن ما قُدِر له هو خير قد يعلمه وقد لا يعلمه ولكنه في جميع الأحوال خير له ، والبلاء نقمة لمن سخط وجزع وأنكر وقوعه عليه ولم يؤمن بما قُدِر له فمن أركان الإيمان أن نؤمن بالقدر خيره وشره فلن يصيبنا شي إلا ما كتب لنا قال تعالى ( قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ )
ويمر الإنسان في مراحل ركود إيمانية او اعتياد للعبادات والطاعات وتمر الأيام وهو في ممارسات اعتيادية لأعماله ولعباداته وكأن ذلك كل شيء ليأتي الابتلاء كموج طاغٍ يهز سطح ذلك البحر بأمواج متلاطمة ليصحو من سبات الاعتياد او الغفلة وينشط ويتنشط ويحسن الاتصال بكل خضوع متوجهاً إلى خالقه داعياً وساعياً اليه لكشف ما ألم به ، محسناً الظن بربه حتى تنكشف الغمة ويطمئن ويصفى قلبه .
وتأتي مرحلة الابتلاء لتجعل القلب رقيقاً خاضعاً راجياً موقناً برحمة ربه وما يكون الابتلاء الى كغيث ينهمر ويغسل شوائب القلب مما علق به من غبار الدنيا ليجعله نقياً صافياً ، فمن اعتبر ورضا فله ذلك ومن اعتبر البلاء نقمة وسخط فله ذلك ففي الحديث ( إن عِظَمَ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاءِ، وإن اللهَ – عز وجل – إذا أَحَبَّ قومًا ابتلاهم ؛ فمن رَضِيَ فله الرِّضَى، ومن سَخِطَ فله السُّخْطُ ) فأحمد الله على كل حال وأرضى بما قسمه لك وبما ابتلاك ولا يعني ذلك أن تطلب البلاء ، ولكن إن ابتليت فاصبر واحمد الله وارجع اليه ليفرج ما بك وتلقى مرادك .
كلام جداً رائع
وهذا حقيقة الناس ولكن يختلفون في مدى تقبلهم للبلاء
اللهم اجعلنا من الصابرين على البلاء المحتسبين الاجر
كاتبه رائعه قريبه من الناس وحياتهم الواقعيه 🌷
كلمات جميلة جدًا وعين العقل، جزاك الله خيرًا على المقال الجميل والمفيد الذي يحيي القلوب ❤️👏🏻
أشكر الكاتبة مها العزيز على تقريرها الملهم “البلاء نعمة”، الذي أضاء جوانب الحكمة والرحمة في الابتلاء. تناولها العميق يُذكرنا بأن البلاء، حين يُقابل بالصبر والرضا، يصبح سببًا في رفع الدرجات وتكفير السيئات، كما ورد في الحديث الشريف: “من يُرِدِ اللَّهُ بِه خيرًا يُصِبْ مِنهُ” . تقريرها يُعيد التأكيد على أن الابتلاءات ليست نقمة، بل فرص للتقرب من الله والتأمل في نعمه. جزيل الشكر للكاتبة على هذا الطرح النبيل.