مها العزيز تكتب لـ “درة” | مثلوا الوطن بمسؤولية

لا يخفى على المواطن ومن يقيم في المملكة العربية السعودية ما تقوم به دولتنا الرشيدة من جهود مثمرة وأعمال جليلة لوضع المواطن والوطن
في قائمة الدول المتقدمة والمتميزة ، كما لا يخفى على الجميع دور المملكة في تنشيط العلاقات بين الدول وتعزيز العلاقات الديبلوماسية والسياحية بين البلدان وتقويتها وما يتوقعه الوطن بالمقابل هو ان نكون سفراء الوطن ونمثله بأفضل ما يمكن ،
فكل مواطن هو مرآة عاكسة لوطنه وعلى هذا عليه في المجتمع مراعاة الكثير من السلوكيات والتحلي بالأخلاق والصفات الحميدة وخاصة من هم في أعمال حيوية تواجه أنواع البشر بمختلف تنوع جنسياتهم، مثل ذلك صالات المطارات ومن فيها من موظفي القطاع الأرضي والعاملين بمختلف نقاط ومراكز البيع بالمطار ونخص المواطنين مهم .
ولكن هذا المشهد الذي حدث بالأمس ، بدأت القصة عندما استقبلت ابنتي بالمطار وقد كانت قادمة ترانزيت من مطار دولي ثم مطار داخلي ممثلة في سفريتها كسفيرة سلام السعودية مع وفد مختار وقد حدثتني عن الموقف الذي حدث امامها وكانت جزءً فيه فبعد هبوط الطائرة في احدى مطارات المملكة الدولية المزدحمة بالمسافرين من شتى بقاع العالم وبمختلف جنسياتهم ولغاتهم توجهت ابنتي مع زميلتها من الصالة الداخلية إلى احدى نقاط البيع الداخلية بالمطار لشراء بعض المشروبات وقد دخل أمامهم شخص من الجنسية الآسيوية الشرقية كبيراً بالسن ،وهو ممسك بقارورة ماء خاوية ويحاول ان يشرح انه يريد قارورة ماء فتجاهله البائع وتوجه اليهم وسألهم عن طلبهم وقبل ان يكملوا طلبهم بدأ البائع بالصراخ على الرجل الآسيوي وتحدث معه بالانجليزي ولكن الرجل لم يكن يعرف الإنجليزية ولم يعرف كيف له ان يقول ما يود ان يأخذه وهنا شرحت له ابنتي ان البائع يطلب المال فأخرج ما لديه من فكات ولم يكن عنده كامل المبلغ فقيمة قارورة الماء كانت بذلك المكان عشرة اضعاف القيمة والبائع مستمر في الاستهزاء به وانه ليس لديه المال إلا ورقتين فئة خمسة ريال احداها مهترئة فغضبت ابنتي وزميلتها من تصرف البائع الغير اخلاقي والغير إنساني و انهيا طلبهما فصرخ البائع عليهم ايضاً قائلاً اذهبوا إلى مكان آخر ليس لدينا ماتبيع لكم وسط الذهول والغضب الذي اصابهم ألا انهم توجهوا الى الرجل الآسيوي المسن وتحدثوا برفق و اعطته ابنتي قارورة ماء جديدة كانت تحملها وهو لا يعلم ما يحدث حوله وما المجريات ليخرج فكته مجدداً ويريد اعطائها لابنتي ظناً منه انها تبيع له القارورة وحاولت ببعض مفردات لغته والإشارات ان تفهمه انها إهداء له انتهى الموقف .
فهل فعلاً انتهى أم لزم علينا أن نقف ونفكر ؟!
لم ينتهي الموقف بل ترك تبعات وتساؤلات من شاهد وتابع الموقف ومن كان فيه ، قد يقول قائل انه تصرف شخصي من شخص لم يثمن وجوده كواجهة للوطن في مكان مهم وحيوي ولكن هل يكفي هذا المبرر؟؟
لا اعتقد ان هناك اي تبرير مقنع لتصرف ذلك الشخص ليس فقط مع الأجنبي المسن وايضاً مع أسلوبه الفظ مع الفتيات ، فبتصرفه الهمجي الغير اخلاقي ارسل رسالة إلى ذلك الشخص عن طبع شعب السعودية ولم يفكر انه لايمثل نفسه فقط بل يمثل الوطن أمام الآخرين وهم يستشفون من خلالنا عن هويتنا فكيف له ان يضر بالهوية السعودية والشعب السعودي الذي هو ابعد ما يكون عن تصرفه ذاك !!!
ارجو من هيئة التوظيف للكوادر أن تقوم بتدريب
من يشغل حيزاً في الأماكن الحيوية بكيفيه التعامل بالأخلاق والسلوكيات المناسبة فهم ليسوا موظفين عاديين انما هم ممثلي واجهة الوطن والمرآة الأولى التي يراها القادم من البلدان الخارجية ، لنفتح لهم آفاقآ جميلة ومبدعة وفكرة حسنة عن البلد و مواطنيها ولا نرسل لهم افكار مشوهة وتجارب بائسة بسبب أغلاط عشوائية غير مسؤولة من أناس غير مسؤولين !!