قراءة في رواية ” سراديب الليالي الحالمة” للأديب خليل بن إبراهيم الفزيع

قراءة في رواية ” سراديب الليالي الحالمة” للأديب خليل بن إبراهيم الفزيع الصادرة عن دار ريادة للنشر والتوزيع 14464هـ وهذا العمل السبع له في الرواية، أتخذ الكاتب من روايته “سراديب الليالي الحالمة “أسلوب تعدد الصوات أوما يسمى ب (البوليفونية) من خلال شخصيات الرواية، وقد تكرر معه هذا أسلوب في روايته السابقة ” النعاثل ” بطريقة التناوب غير أنه في هذا العمل تعددت معه الأصوات لأكثر والتي وصلت عددها” خمسة أصوات” مقارنةٍ بالرواية السابقة التي اعتمدت على ثلاثة أصوات فقط.
وانقسمت الرواية على ستة عشر فصل كان لصوت حوراء النصيب الأكبر وهي “إحدى عشر صوت” أتت في الفصول التالية: الأول والسادس والسابع والثامن والتاسع العاشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر،
وسليمان الفصل الثاني، ومحمود الفصل الثالث وابو عائشة الفصل الربع
وعادل الفصل الخامس، والحادي عشر.
أسلوب الراوي:
الأسلوب الذي اتخذه في تعدد الأصوات ليس مجرد كتقنية سردية بل هي رية فلسفية ترفض الأحادية وتحتفي بتنوع لتجربة الإنسانية , وتحليله يتطلب تفكيكاً لطبقات الخطاب وفهماً لسياقاته الثقافية والسياسية وغيرها , وهي تشجع القارئ على المشاركة في بناء المعنى إبراز تناقضات المجتمع “الطبقي , العرقي , الجندري , وغيرها من الأصوات من خلال وجهات نظر مستقلة داخل النص الروائي , أو تدخل من الكاتب نفسه من خلال عدم السماح لهيمنة صوت الراوي نفسه في النص او صوته على الأخرين , وهذتا الأسلوب يعكس تنوعا في الرؤى والأيديولوجيات ما يعطي الرواية غنىً فكرياً وعاطفياً .
أستخدم الكاتب أسلوب البنية الدائرية في التسلسل الزمني الغير خطي حيث أن النهاية هي نقطة البداية والعودة إلى الماضي لشرح دوافع الشخصية ومن ثم تسلسل خطي للرواية.
إحداث الرواية:
تدور أحداث الرواية في قرية ” النعايم ” وهي وأن كانت من خيال الكاتب إلا أنها توجي أنها حي من أحيا القرى الشرقية، للوصف الوصفي لقرية والمكاني، التي يحدها من الشرق البحر ومن جميع الجهات النخيل، وقرية النعايم تتكون من مجتمع متنوع مذهبيا بين السنة والشيعة، قبل أن تطرأ التغيرات التحولات السياسية قبل الثورة الإيرانية التي ضربت المجتمع وأضرت به داخليا وخارجيا، مما أدى إلى تأثيرها في نمو وتطور الشخصيات , على سبيل المثال الشيخ موسى الذي تحول من التشدد الفكري التي استسقاها من ” حوزات قم ” الى الوسطية والتي حدثت بعدم توفى أبنه محسن , واحدثت بهِ صدمة جعلته في عزلة وأخذ يراجع كل ما لقن من تلك الحوزات ويتحول من التشدد إلى الوسطية في مذهبه , والتحولات التي طرأت على بطلة الرواية , الرئيسية” حوراء ” أبنة الشيخ موسى الذي وجدت منه كل تجاهل في بادئ الأمر واعتبرها عارٌ وتحول اهتمامه بها بعدما توفى أبنه “محسن ” لتلقى من كل اهتمام وتتغير نظرته إليها.
وقد انت من صراعات داخلية عاطفية مع سليمان القادم من الكويت بعد حرب الخليج ليحل عليهم ضيفاً على الرغم أنهم ليسوا على مذهبٍ واحد والذي عاشا علاقة حب ولكن لم يستطع والده الموافقة لأنها على مذهب آخر، وتعاني من الفراق ردحا من الزمن حتى تعافت منه أو أنها أقنعت نفسها بهِ، لتزوج من عادل بزواج تقليدي، وهذهِ ذروة الحبكة ما دفع في الحبكة التغيرات في الشخصيات وأحدثت نقاط تحول القصة بدأ من الشيخ موسى ومروراً بحوراء وانتهاءً بعادل، ما جسدت رسائل، انعكست على خلق أفكاراً فلسفية واجتماعية.
الصراعات الداخلية : الصراعات الداخلية أيضا كان لها تأثير في تطور الشخصيات الشيخ موسى بعد وفاة ابنه أصبح في صراع داخلي وعزله جعلته يعيد حساباته في تشدده وان يتغير ليصحح من أفكاره التي كان يؤمن بها أو لقن بها، وكذلك حوراء وحبها لسليمان ,بعدما فشلت علاقتها من زوجها عادل الذي تجاوزت الاحترام والاستقرار العاطفي بينهم والحياة المضطربة كانت في صراع داخلي عاطفي ايقظ بها حب سليمان واستدعت كل لحظات حب عاشتها معه , مما جعلها ترتكب خطأ ضاربة بكل المعتقدات عارض الحائط وأنتقع في المحظور في علاقة غير شرعية مع سليمان بعد زيارتها للكويت مع صديقتها عليا التي ذهب للمشاركة في معرض تشكيلي , حتى وصل ت مهزومة في تالي الأمر على نقطة لم تن توقعها .
الفكرة الأساسية:
1/ هي تقدم نقداً للتعصب المذهبي والدعوة للتعايش السلمي بين مذهبين متناقضين من بعد قيام الثورة الإيرانية ما أدت إلى صراعات داخلية وخارجية.
2/ قضايا المراءة وعوالمها الخفية وما يحدث لها خلال مجتمعاتها المنغلقة ومن ثم تكوينهن جماعة بينهن تحت مسمى “بنات البلدة” على اختلاف توجهاتهن.
اللغة : أتت في الرواية مبسطة مزج بين الفصحى العامية من خلال استخدم التراث الخليجي من خلال الشعر او الأمثال، التي تعود إلى تلك المنطقة،
الرواية دوا القارئ إلى البحث عن السائلات المذهبية والتساؤلات الفلسفية والمكانية عبر غوصها داخل شخصياتها.