من حكايا آمنة .. هي بطلة

هي بطلة..
ليست بطلة رواية، بل بطلة واقعٍ شديد القسوة، ومع ذلك آمنت أن الله معها،
وأنها ستعود… ستعود لأبنائها لا كما كانت، بل **أقوى قلبًا، أحنّ أمًا، وأصلب إرادة.**
غابت قسرًا، لكن حضورها اليوم هو شهادة حية أن من وثق بالله، لم يُخذل قط.
هذه قصتها…
قصة أم نهضت من العدم، وصنعت من الألم أملًا، ومن الغياب نورًا لا يُطفأ.
عنوان القصة
هي ….. التي عادت الى النور
لم تكن تعرف أن لحظة واحدة يمكن أن تقلب الحياة كلها، أن تسلبك مكانك، وعملك، وحتى صوتك… لكنها كانت تعرف جيدًا كيف تستعيد كل ذلك، لا بالكلام، بل بالفعل، بالصبر، وبنور داخلي لا يُطفأ.
دخلت إلى عالم لم تخطط له، عالم مغلق لا يرى الناس فيه إلا ما يُقال عنك، لا ما تحمله داخلك.
كانت سجينة قضية مالية، لا جريمة. لكنها دفعت ثمنًا أكبر بكثير من الدين: دفعت غيابًا عن أبنائها، ووحدة لم تكن عادلة، ومجهولًا ما زال يُلاحقها حتى بعد الخروج.
لكنها لم تكن امرأة عادية.
“هي” كانت أنيقة حتى في الظلال، ومرتبة وسط الفوضى، وحكيمة وسط الضجيج.
شهدتها هناك، في أحد لقاءات *برنامج إسعاد*، تشارك، تسند، وتضيء القلوب… حتى وإن كانت خلف القضبان.
غابت عن أبنائها سبعة أشهر.
كبروا سريعًا، لا لأن الزمن أعطاهم فرصة، بل لأن الحياة أجبرتهم.
تحمّلت ابنتها الكبرى مسؤولية بيت لم تُخلق لتحمله، وتحوّل ابنها البكر، وهو لم يزل في السادسة عشرة، إلى “رجل” قبل أوانه.
لكن ما إن عادت، حتى عاد كل شيء للنبض.
لم يكن عندها شيء…
لا مال، لا وظيفة، لا سكن مستقر، ولا مدينة مألوفة.
كانت غريبة على كل شيء، حتى على نفسها.
لكنها آمنت أن البداية ليست من حيث سقطت، بل من حيث نمت داخلك رغبة النهوض.
كانت تسمي تلك المرحلة “السفر”…
ليس السفر الجغرافي، بل سفر الروح:
من غربة الظلم إلى دفء الإيمان،
من العجز إلى العمل،
من الإنكسار إلى البناء.
أعاد الأبناء ترتيب حياتهم معها،
دخلوا حلقات التحفيظ، تفوقوا دراسيًا، عملوا مبكرًا، وأسندوها كما لم يُسند أحد أمًّا من قبل.
ثم جاء **”التطوع”**…
فكان البلسم غير المعلن، والعلاج النفسي الجماعي لها ولهم.
هو الذي أعاد لها **ثقتها بنفسها، وبالناس، وبالحياة.**
الإنجازات الصغيرة في فرق العمل، وساعات العطاء، كانت خطواتها الأولى في بناء ذاتها الجديدة.
هي اليوم، بعد أكثر من ثلاث سنوات من الخروج، ليست فقط امرأة “خرجت من السجن”
بل امرأة خرجت من الألم… وصنعت به رسالة.
رسالة تقول:
*أنا لست قصة حزن،
بل قصة انتصار.*
*أنا لست مجرد ماضٍ،
بل بدايةُ منارةٍ لمن يلحق.*
مقتطف بصوتها، ألهمني ولم يُغادرني:
> **”كنا ننتظر حضوركم كما ننتظر الفرح،
> نرتب أنفسنا، نرتب قلوبنا، من أجل لقائكم. كان البرنامج نورًا في عتمتنا،