فهد قريان الهاجري يكتب لـ “درة”|نِعمة العمى.. ونِعمة الوطن

بقلم / فهد قريان الهاجري  

كلما تذكرت بداياتي مع فقدان البصر، تعود بي الذاكرة إلى لحظات قاسية من التحدي والضياع.. خطوات مرتبكة في ظلام لم أعتده، وألم داخلي لا يُحكى. لكن مع مرور الوقت، أدركت أن هذا الظلام لم يكن نهاية الطريق، بل بوابة لبصيرة أعمق ونِعَمٍ أكبر، أولها أنني أنتمي لوطن لا يُشبه إلا النور.

نعم، أنا كفيف، لكني سعودي ، وهذه الكلمة وحدها تضيء لي درب الحياة من المطارات إلى الطرقات، ومن الخدمات إلى البرامج، في كل تفاصيل يومي أجد يد الوطن الحانية تسندني، وتُعيد إليّ الشعور بالأمان والطمأنينة .. كم من ضرير في هذا العالم يتمنى ما نعيشه نحن، من رعاية وعناية واهتمام لا يعرف التمييز.

فما كان من معاناةٍ إلا وسهّلها الله، وما كان من صعوبةٍ إلا وذللها فضلُه ثم عزم قيادتنا الرشيدة، التي جعلت الإنسان أولًا، وذوي الإعاقة في مقدمة الاهتمام ، أشكر الله أن ولاتنا ال سعود، قيادة تُعلي من شأن المواطن وتحمي كرامته.

ودائمًا ما أقول لمن حولي من أبنائي وأحبابي وإخواني من المكفوفين: أن تولد في السعودية، فهذه وحدها نعمة تستحق أن نلهج بالشكر عليها كل حين. أنا لا أرى بعيني، لكنني أُبصر بنعمة وطن، وأحيا في ظله بكل فخر وامتنان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى