الكاتبة/فاطمة شاجري تكتب لـ “درة”| وتبقى لليالي الشتاء حكايات

بقلم : الكاتبة/فاطمة أحمد حمد شاجري  

تبقى نبضات القلب تسري بالقلم نحو تلك الفيافي والقفار لتخط على الورق اجمل ذكرى، وتحملني القدامي نحو تلك الشجره الكبيرة الخضراء الوارفة الظلال لنتفي تحتها من حر الشمس في الصيف وننعم ببرودتها في فصل الشتاء المتسلق المصائها الغضه التربط حبلا وتصنع مراجح لنتارجح بها ونطير معها كالعصافير والسعادة تغمرنا واذا تعبنا … جرينا لنشرب من جرات الماء البارد تحت ذلك السقف الخشبي وتستريح . تجمع احجار سبعه لتلعب بها ما يسما … اللقفه .. و المزقيط وكنا نتنافس جميعا انا واخواتي واخي ومن يفوز بالعبه ويبدي براعته … ونجمع بواقي العلب لتصنع من دمى او ما يسمى بالعرائس ، وتتسلى بعيدا عن ضيجيج اليوم والعاب العصر لم تعرف الالعاب الأكترونيه أو الحاسبات وعقولنا نظيفه تنقش بها الذكريات والاحداث والمعلومة لا تنسى كنا نتسابق لخدمة المنزل لانتكاسل ابدا رغم اننا نقضي اليوم دون راحة ابدا واجمل لحظة عندما تذهب اختي الكبيره لبتر مجاوره لجلب الماء ومتعه الركوب على تلك الدابه … والاستمتاع بركوبها وكأنها احدث موديل سياره .. اليوم .. ويا تعاسة الحظ.

لو وقع ما عليها من جرار ليحظى بعلقه حانيه من عصى امي هناك اعمال اسبوعيه نقوم بها ونذهب قريبا من البيت للاحتتطاب ونجمع الحطب من مجموعه اشجار السلم والسمر المجاورة وتربط الحزم حزمة حزمه لتنقلها للمنزل لتوقد امي بها التنور الميفا . وتخبز لنا خبز الميفا الشهي وكانه خارج من أكبر المطاعم الفارهة . تمر بنى الأيام ثقيله ليس كاليوم ونرى الشهر سنه ونرى السنه سنين ليس كاليوم كل شيئ يمر سريعا من أمامنا الايام والشهور وما تلبث السنه ان تمر بالمح البصر حتى مشاعر الناس سرعان ما تتغير وتبدل الجار ينسى عشرة المجوره بالحظات وكل شي بتقلب كتقلب الاجواء من حولنا … أعود لتلك الليالي والأيام . هناك هواية كنت امارسها وهي جمع النقود المعدنيه انا واختى نجمعها مع هبوب الرياح حيث ياتي الموسم فتنقل الرياح الرمال بعيدا وتظهر القطع المعدنيه بالأرض نلتقطها ونجمعها بعلب حديديه وكل يوم على هذا المنوال حتى نتنافس من تجمع أكثر ومن كل الفئات الربع والقرش والنص والريال وبعد انتهاء الموسم . وتأتي امطار الصيف القويه وزخات المطر .. التي طالما

نسجنا احلامنا على ظلها غيمه وتكونات السحب السوداء لنهرب تحت ظل تلك البيوت اللتي كنا نأمن تحتها رغم انها ليس

مصدرا للأمان وكنت الحظ خوف ابي علينا الشديد وهو يجمعنا تحت اقوى سقف بذراعه الحنون وهو ينادي وكأني اسمع صوته

الآن تعالو هنا تعالو هنا . وبعدما يطمئن علينا واننا موجودين جميعا ليس احد منا بالخارج . . . يذهب ليتفق .. الاغنام وانها بمأ من

من المطر. وصوت الرعد يدوي عاليا ورجفات قلوبنا من الخوف … لا نستطيع ان نخفيها وابي يتمتم بكلمات يارب اعطنا خيرها

واكفنا شرها . . ويستغفر كثيرا ولا ندري وقتها لماذا إلا أن ابي خائف علينا . . وهكذا حتى تهدأ العاصفه ويبدو على امي وابي

الانشراح لأن الليله انجلت دون ضرر يلحق بنا . . وتظهر الشمس من جديد ونخرج كالطيور التي تخرج من أعشاشها نرتجف من

البرد فتوقد أمي النار وتسخن الحليب الذي جمعته من اضرع الشياه . وتنادي علينا بالأسم تعالو البرد يسري بكن أشريو

الحليب. ولكن لا نريد قووس قزح ولحظة ظهوره تفوت علينا لم تكن هناك جولات تصور ولا كاميرات . ولكن مازالت صورة المشاهد

راسخة بمخيلتي … بعدها نتذكر علبة النقود ونتسابق أنا وأختي لأحظارها وصوتها الرنان مع ما تحمله من قطع النقود

.. ونقدمها لأخي ونطلب منه ان يذهب ليشتري لنا من دكان بعيد بقرية مجاوره … الحلوى او البسكوت الذي كان له طعما ومذاقا

اخر ان ذاك … هذه ايام وليالي عشنها لا يخبو بريقها من أمام اعيننا ولا من ذاكرتنا . وهاي ايام وليال عشنها الآن لا نرفظ التقدم

ولا الحضارة ولا ثورة التكنلوجيا ولا نعارضها . . ولكنها طغت وغيرت وسلبياتها … اجتاحت كثير من القلوب . والمشاعر …. ومعظم

أيامها نريدها تنمحي . ولا نريدها أن تعود ولا نريد احد يذكرنا بها ………… فصل من فصول حكايات ليالي الشتاء…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى