آمنه العطا الله تكتب لـ “درة” | الترميم العكسي

بقلم / آمنه العطا الله  

في إحدى الاستشارات الأسرية التي قدمتها، تواصلت معي أم قلقة بشأن سلوك ابنها الصغير، حيث لاحظت أنه يرفض مشاركة أي شيء يخصه مع أخواته وأبناء خالته، سواء كان طعامًا أو ألعابًا. شعرت الأم بالعجز أمام عناده، وبدأت المشكلة تتفاقم مع مرور الأيام.

هنا، اقترحت عليها استخدام أسلوب “الترميم العكسي”** – وهو أسلوب يركز على تعديل السلوك السلبي من خلال استبداله بسلوك إيجابي مكافئ.

خطة الترميم العكسي:

1.التحديد والتقسيم:
– جلستُ مع الأم وناقشتُ معها فكرة المشاركة وأبعادها بالنسبة لعمر الطفل.
– أوضحتُ لها أن هناك أشياء يُستحسن تعليم الطفل مشاركتها، مثل الطعام والألعاب الجماعية، خاصة في الأنشطة المشتركة.
– وفي المقابل، أكدتُ أن هناك أمورًا قد تكون شخصية بالنسبة لعمره، ولا بأس أن يحتفظ بها لنفسه كمساحة أمان واستقلالية.

2. اللعب الجماعي كأسلوب علاجي:
– وجهتُ الأم إلى إدخال الطفل في أنشطة جماعية مع أقرانه، بحيث تشمل ألعاب الفريق، حيث يتعين على كل طفل التعاون والمشاركة للفوز.
– كما طلبتُ منها إحضار نوع واحد من الحلويات المفضلة لديه، وتقديمها أمامه وبين أخواته وأبناء خالته، ليختار من يشاركهم بها.

3. التكرار والاندماج الطبيعي:
– لم تكن هناك مكافآت مادية أو معنوية خارجية، فكان التغيير هو المكافأة بحد ذاته.
– مع مرور الوقت، بدأ الطفل ينسجم مع أقرانه ويستمتع باللعب معهم، مكتسبًا سلوك المشاركة بشكل طبيعي ودون توجيه مباشر.

النتيجة:
بعد أسابيع من الالتزام بالخطة، بدأت الأم تلاحظ تغيرًا تدريجيًا في سلوك ابنها. أصبح أكثر تفاعلًا مع أقرانه، وبدأ بمشاركة الحلويات والألعاب دون تردد.
كانت المكافأة الأهم هي شعوره بالانتماء والاستمتاع باللعب الجماعي، فتعلم أن العطاء لا ينقصه شيئًا، بل يمنحه المزيد من الأصدقاء والتجارب الجميلة.

ختامًا

لماذا الترميم العكسي؟
لأننا لا نكتفي بإزالة السلوك السلبي، بل نغرس سلوكًا إيجابيًا يُصبح عادةً متأصلة. فالمشاركة لم تكن مجرد سلوك مكتسب، بل كانت بابًا للاندماج والقبول والبهجة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى