فاطمة أحمد شاجري تكتب لـ”درة” | ظلال شجرة السدر

بخطاي الصغيرة اتبع خطى الاغنام واتبع اثرها وهي تلتهم حبات النبق من الأرض وأنا أسبقها بأناملي اجمع ما قد جففته الشمس وبسرعه التقفه فمي وفي يدي أضمه وعيناني يتطاير منها الفرح .
كم هي جميلة شجرة السدر وهي تتفرد بأغصانها وساقها العريض إنها شجرة معمرة
جذورها تشق الأرض وكأنها ترسم تجاعيد سنين مُره وهي صامدة أمام كل التضاريس وتغيرات الطقس من حولها تعطي ثمراً حلواً في بداية موسم ظهور زهورها الفواحه يجتمع النحل ليجمع منها الرحيق أيضاً، عندما اجلس تحت ظلها صوت حفيف اوراقها بأذني يقص راوية ساحرة تأخذني معها بطفولتي وأنا اهز جذعها الرطب ويساقط حبات ثمرها النبق ونطلق عليه (الكين )بلهجتنا بطعمة ومذاقه الحلو
ترسل رائحته شذى مختلف يلف المكان بأهازيجه المفعمة بعطر الماضي وعبق الحاضر وشوكة الحاد الطويل كالإبر لم تسلم كفي من وخزه حتى اوراقه الخضراء نجمعها ونطحنها فهي معالج جيد للشعر وتطهير للجسم.
وتحت ظلها نرتاح وترتاح الدواب حنونة شجرة السدر تجود بسخاء وتعطي دون مقابل
قلبها اخضر كأوراقها تضمنا كل صباح ومساء بأذرعتها لننام ونحلم أحلام طويله دون كوابيس او صراعات .كبرت اليوم وأنا كلما شاهدت شجرة سدر تذكرت طفولتي وأني الآن اخذت منها صفاتها الجميله .