دلال القحطاني تكتب ل “درة” | الاستدامة البيئية… ليست رفاهية بل مسؤولية وطنية

في زمن تتسارع فيه التغيرات المناخية، وتزداد فيه التحديات البيئية ونتقدم صناعياً وتزداد في الانتاج السكاني عالمياً، تغدو الاستدامة البيئية ليست منفعة ملحقة أو التزامًا خيريًا، بل هي أساس من أساسات النهضة الوطنية والتطور المجتمعي.
وفي وطني المملكة العربية السعودية ، تعتمد رؤية 2030 مفهوم الاستدامة كمحرك رئيسي لتطوير القطاعات وتنويع الموارد، وقد كانت مبادرة السعودية الخضراء والشرق الاوسط الاخضر خطوة ملهمة في هذا الاتجاه.
لكن ليست الرؤى والمبادرات كافية ما لم يكن هناك وعي مجتمعي فاعل يجعل من الاستدامة نمط حياة وممارسة يومية. هنا يبرز دور القطاع غير الربحي والجمعيات البيئية كمشعل للتوعية والشراكات التنموية.
من قلب التجربة البيئية والعمل الميداني في القطاع غير الربحي، تتضح أهمية أن تتحول الاستدامة من مجرد مفهوم إلى ممارسة، ومن شعارات إلى تطبيقات واقعية يلمس أثرها الأفراد والمجتمعات.
لا توجد استدامة بدون توعية، ولا توعية بدون شغف، ولا شغف ينتشر إلا بقصص ملهمة وتجارب حقيقية.
إن كل ما يُزرع اليوم في وعي الجيل وسلوك المجتمع، سيُحصد غدًا على هذه الأرض وفي قيم ابنائنا.
وفي نهاية هذا المقال، لا يُكتب الكلام من موقع منصب أو مسمى، بل من منهج رباني امتثالاً لامر الهي في قولة تعالى (ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها ) ومن إيمان عميق بأن العطاء البيئي رسالة تتجسد في مبادرة، أو مشروع، أو كلمة. وأقل الإيمان أن لا نضر الأرض بجهلنا وتقاعسنا.
اضاءة
دلاليات :
“كل عمل خيري بيئي تُقدّمه خالصًا لله، يُغرس لك به غرسٌ في الجنة… فاغرس الخير هنا، لتجده هناك.”
دلال القحطاني
الرئيس التنفيذي
لقطاع غير ربحي
مستشارة في التطوير المهني والاداري
كاتبة مهتمة بالاستدامة البيئية والقطاع غير الربحي والمسؤولية الاجتماعية