القائد التاريخي “فهد بن عبدالعزيز”

بقلم / فيصل العنزي  

سيكتب التاريخ أن هناك قائداً عربياً مسلماً كان له ‏دور عظيم في ثلاث محن أصابت الأمة :
‏1- غزو الكويت
‏2- موقفه الثابت من القدس
‏3- مجازر البوسنة والهرسك
‏—
في صباح الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت الموافق 2 أغسطس تقريباً الساعة 8 صباحاً كنت اتابع اذاعة المملكة العربية السعودية و إذا بأغنية ليالي الشرق لموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب.
قلت في نفسي و النفسُ أمارةٌ بالسوء هذا وقت عبدالوهاب .. نحن في كارثة نريدُ دعماً نريدُ صوتاً نريدُ كلمة !!
إذا موقف المملكة غامض فالأمر جلل وخطير !! .. ولكن الموقف السعودي كان مصدوماً من هذا التهور العراقي .. و بدهاء سياسي كبير تحركت المملكة العربية السعودية بقيادة الملك فهد مع الدول الكبرى وابلغتها رفضها التام هذا الغزو الغاشم و انها ستبذل كل ما تستطيع لإعادة الشرعية الكويتية .. مما شجع الموقف الأمريكي و البريطاني على الثبات .. كانت كلمته الشهيرة التي لن تسقط من ذاكرة الكويتيين ” يا تبقى الكويت و السعودية أو تنتهي الكويت والسعودية ” وبعد سبعة شهور عادت الكويت بفضل الله أولاً ثم بفضل حكمة و حنكة الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله .

موقفه من القضية الفلسطينية :
في 7 أغسطس عام 81 جاءت مبادرة الأمير فهد ولي العهد السعودي وهي تحتوي على
-انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية التي احتلت في عام 67
-إزالة المستعمرات التي أقامتها إسرائيل في الأراضي العربية بعد عام 67.
-تأكيد حق الشعب الفلسطيني في العودة وتعويض من لا يرغب في العودة.
-قيام الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس !
و لو كتب لهذه المبادرة النجاح لكان انجازاً و تقدماً كبيراً لقضيتنا الفلسطينية !
ولكن للأسف رفضتها مصر و سوريا و العراق والمنظمة الفلسطينية مما أضعف المبادرة ويُقال ان الرئيس ياسر عرفات كان يؤيدها ولكن لم يستطع ! .. و تجاهلتها الولايات المتحدة الأمريكية !
وأصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بيان جاء فيه:
«إن إسرائيل ترى في الاقتراح السعودي خطة لتدميرها على مراحل، وبموجب هذا الاقتراح فإن الاعتراف بإسرائيل تبعاً لذلك ليس سوى وهم. وأن هذه الخطة تناقض اتفاقية كامب ديفيد»
وللأسف تم سحب المبادرة السعودية في قمة فاس نوفمبر 81 و كانت المبادرة الأقوى والأجرأ لحقوق الشعب الفلسطيني !
لم يأتي قائد و رئيس عربي مثل الملك فهد مدافعاً عن حقوق الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية و ضغطه على الإدارات الأمريكية المتتالية من عهد كارتر وريغان مروراً بجورج بوش الأب حتى كلينتون !

موقفه من مجازر البوسنة و الهرسك :
تعرّض الشعب المسلم في البوسنة و الهرسك لحرب إبادة من قبل القوات الصربية من عام 92 حتى عام 95 .. كان موقف الملك كبيراً وحازماً استخدم فيه كل علاقاته السياسية و الدبلوماسية حتى تم توقيع اتفاق دايتون عام 95 و هو وقف الإبادة الصربية للشعب المسلم .. حتى صرّح الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون أن الملك فهد
هو القائد الوحيد الذي يصر علينا بالتدخل .. و بفضل الله ثم الملك فهد تم إنقاذ شعب مسلم من الإبادة الجماعية !
في النهاية و برأيي المتواضع أن أهم قائد عربي في خلال السبعون عاماً الماضية حقق إنجازات و انتصارات هو الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله .
كانَ ملءَ العيون فهدٌ … فما
حِجّةُ عينٍ دُموعها لم تُراقُ ؟!
يا أبا فيصلٍ ! عليك سلامُ الله
ما خالجَ القلوبَ اشتياقُ !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى